حمزة بن عبد المطلب

هو الصحابي الجليل وعم الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف -رضي الله عنه-، يكنى بأبي عمارة، وأبي يعلى، ويلقب بأسد الله وأسد رسوله، وبسيد الشهداء، أمه هي هالة بنت أُهيب بن عبد مناف، وأخته الشقيقة هي صفية بنت عبد المطلب -رضي الله عنها-، وهو أخو النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب، وهو أكبر سنَّاً منه بسنتين، أسلم في مكة في السنة الثانية للبعثة،[١] حميةً لابن أخيه، وكان إسلامه عزَّاً للمسلمين ومنعَةً للنبي -صلى الله عليه وسلم، آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، شهد غزوة بدر، وغزوة أُحد، واستشهد فيها، وهو ابن أربع وخمسين سنة، وكان من أحبِّ الناس إلى قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فحزن لمقتله حزناً شديداً، وبكى عليه بكاءً عظيماً.[٢]


جوانب من شخصية حمزة بن عبد المطلب

العزة والإباء

كان حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، في الجاهلية أعزَّ فتيان قريش، وأكثرهم إباءً وأنفة، فكانت تهابه قريش وتحسب له ألف حساب، ولم يكن حمزة سهل الانقياد وراء خطط سادة قريش في النيل من المسلمين، وإلحاق الأذى بهم، فلم يَخُض معهم فيما كانوا يخوضون فيه، وفيما كانوا يفترونه حول الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ولم يشاركهم فيما كانوا يفعلونه، بل كان رجلاً حرَّاً لا يرضى على نفسه ولا على غيره الدنية والذل.[٣]


المروءة والحمية

كان حمزة رجلاً يمتلأ مروءة وحمية، وتجلى هذا الجانب لديه في أعظم حدثٍ في حياته، وكان سبباً في تغييرها كلياً، فقد قادته مروءته وحميته للدخول في الإسلام، وذلك أنه كان عائداً من ممارسة هوايته المفضلة وهي الصيد، فقد كان صياداً ماهراً، فسمع أن أبا جهل قد أساء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقام بإيذائه، فغضب غضباً شديداً وانتفض كالأسد وذهب إلى أبي جهل وكان جالساً في مجلس من مجالس قريش في مكة، فلما رآه ضربه بقوسه ضربةً قوية، شجت رأسه، وسال دمه منها، ولم يجرؤ أن يتكلم أمامه بأي كلمة، وقال حمزة له: "أتشتمه! فأنا على دينه أقول ما يقول، فرُدَّ على ذلك إن استطعت"، فلم يستطع أبو جهل أن يرد عليه، واعترف بأنه هو المخطئ، وهكذا دخل حمزة في الإسلام، وبقي على إسلامه.[٤]


القوة والشجاعة

اشتُهر حمزة -رضي الله عنه- بقوته وشجاعته الفريدة، فكان يقاتل في المعارك قتال الأبطال، وكان يضع ريشة نعامة على رأسه، ليُعرف بها، وخرج لمبارزة الكفار في غزوة بدر، فقتل شيبة بن ربيعة، وطُعيمة بن عدي، واشترك مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في قتل عتبة بن ربيعة، وكان أول لواء عقده الرسول -صلى الله عليه وسلم- للحرب هو لواء حمزة، وذلك في سرية سيف البحر، وكان في غزوة أُحد يقاتل بسيفين معاً، وقد قتل من المشركين يومها واحداً وثلاثين رجلاً، قبل أن يستشهَد، وقال عنه أحد المشركين يومها: "ذاكَ فعلَ بنا الأفاعيل".[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 67. بتصرّف.
  2. أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 672-673. بتصرّف.
  3. خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 73-74. بتصرّف.
  4. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 23. بتصرّف.