الزبير بن عبد المطلب

هو الزبير (بفتح الزاي، وكسر الباء) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب؛ ابن عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، يُكنى بأبي الحارث،[١] وقيل يُكنى بأبي الطاهر وبأبي ربيعة،[٢] كان الزبير من أشراف سادات قُريش، وأحد حكامها، وهو أسنّ -أطول عمراً- من عبد الله، ومن أبي طالب ابني عبد المطلب.[١]


كما كان الزبير سيّداً شاعراً، رئيساً لبني هاشم وبني المطلب في حرب الفجّار، متميّزاً برجاحة عقله، وحسن نظره وفهمه، ولكنّه لم يُدرك الإسلام؛ فقد توفي قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-.[١]


أبناء الزبير بن عبد المطلب

عقب الزبير عدداً من الأبناء؛ وهم: الطاهر وحجل وقرّة؛ وقد هلك هؤلاء الثلاثة في الجاهليّة،[٣] وأمّا ابنه الرابع فهو عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- الصحابي الجليل المعروف بشجاعته ومواقفه.[٤]


ولقد كان للزبير من البنات اثنتان؛ هما: ضُباعة بنت الزبير؛ قيل إنّ لها صُحبة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمّ الحكم بنت الزبير -رضي الله عنها- صحابية جليلة روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الأحاديث.[٤]


ويذكر بعض المصنفين أنّ الزبير كان رحيماً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد رُوي أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوماً عن الزبير أمام ابنه عبد الله: "كان أبوه يرحمني".[٥]


الزبير بن عبد المطلب وحلف الفضول

تذكر المؤلفات أنّ الزبير بن عبد المطلب كان أول من تكلّم بحلّف الفضول ودعا إليه؛ وقد كان سبب هذا الحلف أنّ رجلاً من العرب أو العجم قدم إلى مكة المكرمة للتجارة -قيل كان من بني أبي زبيد-، فباع سلعةً من العاص بن وائل السهميّ، فظلمه بها وجحده ثمنها؛ فناشده هذا التاجر بالله أن يعيد له حقه؛ فرفض العاص ذلك؛ فلمّا علم الزبير بهذا نادى في أنديّة قريش مع طلوع الشمس، قائلاً:[٦]



يا آل فهر لمظلوم بضاعته ببطن مكة نائي الحي والنفر ومحرم أشعث لَمْ يقض عمرته يا آل فهر وبين الركن والحجر يا آل قصي كيف هَذَا في الحرم وحرمة البيت وأخلاق الكرم



وتعهّد الزبير أن هذا الأمر لن يمرّ ويُترك هكذا، من غير أن يردّ الظلم عمن ظُلم؛ فجمع إخوته، واجتمعت معهم بنو هاشم، وبنو المطلب بن عبد مناف، وبنو أسد بن عبد العزى، وبنو زهرة بن كلاب، وبنو تيم بن مرة بن كعب فِي بيت أبي زهير القرشي.[٦]


وقد تعاهدوا على أن لا يجدوا مظلوماً بمكة المكرمة إلا ونصروه، وأعانوه، وأخذوا حقّه ممن ظلمه وجار عليه، وردّوا عليه مظلمته من أفضال أموالهم؛ لذا سمّي هذا الحلّف بالفضول، ثم قام بعدها العبّاس وأبو سفيان، وردّا على هذا المظلوم ماله، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- شاهداً يومئذٍ على هذا الحلّف، وهو ابن خمس وعشرين سنة.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 82، جزء 11. بتصرّف.
  2. البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 11، جزء 2.
  3. أبو القاسم ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 138، جزء 28. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن الدواداري، كنز الدرر وجامع الغرر، صفحة 134، جزء 3. بتصرّف.
  5. محمد بن يزيد المبرد، الكامل في اللغة والأدب، صفحة 238، جزء 1.
  6. ^ أ ب البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 11-12، جزء 2. بتصرّف.
  7. النويري، شهاب الدين، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 267، جزء 6. بتصرّف.