زوجات النّبي محمد

يطلق على زوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لقب أمهات المؤمنين، وهو مصطلح إسلامي ورد في القرآن، في سورة الأحزاب، قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}،[١] فإنّ لهنّ مزيةً وفضلاً على غيرهنّ من نساء المسلمين، قال تعالى:{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}،[٢] أما عن عدد نساء النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقد ذكر تقي الدين المقريزي: "أنَّ عددهنَّ اثنتي عشرة امرأة، وفي رواية أخرى إحدى عشرة، وفي رواية ثالثة خمس عشرة، وفي رواية رابعة: ثماني عشرة، وفي رواية خامسة: ثلاث وعشرين"، ويقول ابن هشام: "وكن تسعًا، هذا غير النساء اللاتي لم يدخل بهن، وهناك اختلاف في عددهنَّ أيضًا، وأما السراري فالمعروف أنَّه تسرَّى باثنتين إحداهما مارية القبطية، والسرية الثانية هي ريحانة بنت زيد النضرية أو القُرظية"، والأشهر أن زوجاته -صلّى الله عليه وسلّم إحدى عشرة زوجة.[٣]


من هي آخر زوجات الرسول؟

آخر زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هي ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكان قد تزوج بها في مكة بعد عمرة القضاء.[٤]


نبذة عن ميمونة بنت الحارث

هي برّة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، أمّها هي هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن جرش،[٥] تزوجت في الجاهلية من مسعود بن عروة الثقفي ثمَّ فارقها، ثم تزوجت من أبو رهم بن عبد العزى، ولمّا مات عنها، تزوجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وسمّاها ميمونة، وكانت آخر امرأة تزوجها -عليه الصّلاة والسّلام-.[٣]


إسلامها

كانت ميمونة -رضي الله عنها- ممن بايعوا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة قبل الهجرة،[٣] عُرفت بالتقوى والزّهد، وبكثرة الصلاة، وبقربها من الله تعالى، وقد جاء ذِكرها في كتاب الله تعالى، فهي التي وهبت نفسها لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٥] فنزل فيها قول الله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}.[٦]


روايتها للحديث

كانت أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- من المكثرين رواية للأحاديث النبوية الشريفة، فقد روت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ستاً وسبعين حديثاً، وبعد وفاة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عاشت -رضي الله عنها- بقية حياتها بعده في نشر سنّته -صلّى الله عليه وسلّم- ما بين الصحابة ثمَّ التابعين، فقد وَعت -رضي الله عنها- الحديث الشريف، وتلقّته من النبي -صلى الله صلّى الله عليه وسلّم-، فكانت شديدة التمسك بالخصال المحمدية، والهدي النبوي، وبالأخص حفظ الأحاديث النبوية، وروايتها، ونقلها لكبار الصحابة -رضي الله عنهم- وللتابعين، وللأئمة، والعلماء، وكان أكثر من روى الأحاديث عنها هم أبناء أخواتها، وأشهرهم وأعلمهم هو عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.[٥]


وفاتها

تُوفيت أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان، وكانت حينها قد تجاوزت الثمانين عاماً من عمرها، وقد صلّى عليها عبد الله بن عباس -رضي الله عنه،[٥]وكان وفاتها ودفنها في نفس الموضع الذي تزوجها فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٣]


المراجع

  1. سورة الأحزاب، آية:6
  2. سورة الأحزاب، آية:32
  3. ^ أ ب ت ث د. راغب السرجاني (22/1/2020)، "زوجات الرسول"، قصة الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
  4. فريق موقع اسلام ويب (7/8/2002)، "آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث غسان عبد الحليم محمد أبو سلمية (9/5/2012)، "زوجات النبي صلى الله عليه وسلم (أمهات المؤمنين)"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/5/2021. بتصرّف.
  6. سورة الأحزاب، آية:50