زوجات الرسول أمهات المؤمنين

تزوّج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من إحدى عشرة امرأةً، وهنّ: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت خزيمة، وأم سلمة، وجويرية بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حيي بن أخطب.[١]


لماذا تعددت زوجات الرسول؟

تعدّد المصالح والغايات من زواج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأكثر من أربع زوجات، بيان وتفصيل تلك الغايات والمصالح آتياً:[٢]


الغايات التعليمية

كان لا بدّ من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أن يعلّم نساء المسلمين أمور الدِّين وكان شديد الحياء، فكان يعلّم أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- والتي بدورها نقلت التعاليم إلى نساء المسلمين، وخاصةً المسائل المتعلّقة بالحيض والنفاس والجنابة، فقد ساهمت في نقل رُبع تعاليم الشريعة الإسلامية، إذ استمرّت بالفتوى والتدريس ثمانٍ وأربعين سنةً بعد وفاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حتى أنّ بعض الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يسألونها في بعض المسائل والأحكام.[٢][٣]


الغايات التشريعية

سعى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لتقرير وإقامة أوامر الشريعة، وإبطال عددٍ من العادات الجاهليّة التي نقضها الإسلام وحرّمها؛ كالتبنّي، فكان -عليه السلام- قد تبنّى زيد بن حارثة قبل الإسلام وحُرّم التبنّي بعد ذلك، وإقراراً لحُرمته تزوّج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من زينب بنت جحش -رضي الله عنها- وقد كانت زوجةً لزيد، قال -تعالى-: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا).[٤][٢][٣]


الغايات السياسية

حقّق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عدّة غاياتٍ سياسيةٍ؛ كالتحالف مع القبائل والأقوام ونشر رسالة الإسلام وحماية المسلمين وتحقيق الأمان لهم؛ فعلى سبيل المثال: كان زواج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من جويرية بنت سيد بني المصطلق وإطلاق الأسرى منهم سبباً في إعلان إسلامهم وتخلّيهم عن أعمال قطع الطريق على المسلمين، وكذلك زواجه من صفية بنت حيي بن أخطب سيّد بني قريظة كان سبباً في القضاء على العداوة والبغضاء بينهم وبين المسلمين، والحدّ من المؤامرات التي كانت تُحاك ضدّه -عليه الصلاة والسلام-، وزواجه أيضاً من أم حبيبة بنت أبي سفيان الذي كان من أشدّ أعداء الإسلام قبل ذلك الزواج والذي لم يشارك بأيّ قتالٍ ضدّ المسلمين بعده.[٢][٣]


الغايات الإنسانية

حقّق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعضاً من المصالح الإنسانية من زواجه ببعض النساء؛ رأفةً بهن وبأحوالهنّ وظروفهنّ، منهن التي مات عنها زوجها ولا يستطعن إعالة أنفسهنّ، ومن اللاتي تزوجهنّ النبيّ -عليه السلام- لغاياتٍ إنسانيةٍ: السيدة سودة والسيدة زينب بنت خزيمة والسيدة أم سلمة -رضي الله عنهن-.[٢]


المراجع

  1. محمد صالح المنجد (18/7/2004)، "أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ملك غلام مرتضى، تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 110-113. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أ. د. مصطفى مسلم (23/10/2018)، "الحكمة من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  4. سورة الأحزاب، آية:37