ما هو لقب جعفر بن أبي طالب؟

أبو المساكين

لُقِّب جعفر بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- بأبي المساكين؛ وذلك لأنه كان يُحبُّ المساكين، ويجلس إليهم، ويكلّمهم، ويُقدّم لهم ما عنده من الطعام والشراب، فقد ورد عن أبي هُريرة -رضيَ الله عنه- أنه قال:(كُنَّا نُسمِّي جَعفَرًا أبا المساكينِ)،[١] وقال أيضاً: (وكانَ أخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بنُ أبِي طَالِبٍ؛ كانَ يَنْقَلِبُ بنَا فيُطْعِمُنَا ما كانَ في بَيْتِهِ، حتَّى إنْ كانَ لَيُخْرِجُ إلَيْنَا العُكَّةَ الَّتي ليسَ فِيهَا شَيءٌ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ ما فِيهَا).[٢] ومعنى العُكة الوعاء الذي يوضع فيه الطعام، فكلّ هذا يدلّ على أن جعفر رضي الله عنه كان كريماً سخيّاً جواداً.[٣]


ذو الجناحين وطيّار الجنة

لُقِّب -رضيَ الله عنه- أيضا بذي الجناحين وطيَّارالجنّة؛ وذلك لأنه عندما خرج إلى غزوة مؤتة جنوب الأردن، أخذ الراية من زيد بن حارثة بعد استشهاده، فحارب وقاتل حتى قُطعت يداه فحمل الراية بعضديْه إلى أنْ استشهد، فرأى النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّ الله -تعالى- أبدلَ جعفراً بجناحين بدل يديه اللتيْن قطعتا، يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(رأيتُ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ ملَكًا يطير في الجنَّةِ ذا جناحَينِ ، يطير منها حيثُ شاء ، مُضرَجَةً قوادِمُه بالدِّماءِ)،[٤][٥]، وكان عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما- إذا سلَّمَ على أحد أبناء جعفر بن أبي طالب يقول:(السَّلَامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ ذِي الجَنَاحَيْنِ).[٦][٣]


نبذة عن جعفر بن أبي طالب

  • هو أبو عبد الله جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، ابن عمِّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، فنرى أنَّ جعفراً يتصل نسبه بنسب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من جهة أبيه وأمه، وُلد -رضيَ الله عنه- في مكة سنة أربع وثلاثين قبل الهجرة، وهو الأخ الشقيق لعلي وعقيل ابني أبي طالب -رضيّ الله عنهم-، وقد كان جعفر أكبر من علي بعشر سنين.[٧]
  • كان -رضيّ الله عنه- من متقدمي الإسلام، حيث أسلم مبكراً، وهاجر في الهجرة الثانية إلى الحبشة، وهاجرت معه زوجته أسماء بنت عميس -رضيَ الله عنها- إلى الحبشة، وولدت له عبد الله، فكان أول مولود للمسلمين في أرض الحبشة، وكان -رضيَ الله عنه- أميراً على المؤمنين وقائدهم وخطيبهم، حيث كان هو ومن معه سبباً في إسلام النجاشي -رحمه الله-،[٧][٣] ثم هاجر من الحبشة إلى المدينة حتى قدم النبيَّ -صلَى الله عليه وسلَم- في السنة السابعة للهجرة وقد فُتحت خيبر، فقال النبي -صلَى الله عليه وسلّم-:(واللَّهِ ما أدري بأيِّهما أفرَحُ ؟ بفتحِ خَيبرَ أم بقُدومِ جعفَرٍ).[٨][٩]


فضائل جعفر بن أبي طالب

تَميَّز جعفر بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- بفضائل ومناقب عديدة، منها ما يأتي:[١٠]

  • كونه -رضيَ الله عنه- من آل بيت النبيّ -صلَى الله عليه وسلّم-.
  • كونه -رضيَ الله عنه- شجاعاً مقداماً، وقد دلّ على ذلك ما جاء عن عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما-: (أنَّه وقَفَ علَى جَعْفَرٍ يَومَئذٍ، وهو قَتِيلٌ، فَعَدَدْتُ به خَمْسِينَ، بيْنَ طَعْنَةٍ وضَرْبَةٍ، ليسَ منها شيءٌ في دُبُرِهِ يَعْنِي في ظَهْرِهِ).[١١]
  • كونه -رضيَ الله عنه- شبيهاً بخَلْقِ وخُلُقِ النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد دلّ على ذلك قوله -صلّى الله عليه وسلّم- لجعفر:(أشبَهْتَ خَلقي وخُلُقي).[١٢]
  • كونه -رضيَ الله عنه- قويَ الموقف، جريئاً، شجاعاً في إظهار الحقّ أمام النجاشي، عندما حاوره بقصة مريم وعيسى -عليهما. السلام-.


المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:212، إسناده حسن.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3708، حديث صحيح.
  3. ^ أ ب ت "جعفر بن أبي طالب "، قصة الإسلام ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2021. بتصرّف.
  4. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1362 ، صحيح لغيره.
  5. نايف منير فارس، الإمام جعفر بن أبي طالب وآله، صفحة 93. بتصرّف.
  6. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن الشعبي عامر بن شراحيل، الصفحة أو الرقم:4264 ، صحيح.
  7. ^ أ ب نايف منير فارس ، الإمام جعفر بن أبي طالب وآله، صفحة 13-14. بتصرّف.
  8. رواه الألباني ، في فقه السيرة ، عن الشعبي عامر بن شراحيل، الصفحة أو الرقم:350 ، حسن وبالجملة فالحديث قوي بهذه الطرق.
  9. سليمان الأشقر، كتاب التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها، صفحة 134.
  10. "فضل جعفر بن أبي ط الب "، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2021. بتصرّف.
  11. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن نافع مولى ابن عمر ، الصفحة أو الرقم:4260 ، صحيح .
  12. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2699، صحيح .