أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد

أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كُلاب رضي الله عنها، مكناه بأم القاسم، هي أول زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي الزوجة الوحيدة التي أنجبت له، ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها قبل أن تتوفى، إذ أنجبت القاسم الذي يكنى به رسول الله، ثم زينب، ثم عبد الله، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية رضوان الله عليهم، وللسيدة خديجة مكانة عظيمة في الإسلام، إذ كانت أول من آمن برسول الله من النساء والرجال، إذ صدقته وآمنت عشية نزول الوحي لأول مرة.

كما أنها وقفت إلى جانب رسول الله في بداية دعوته ونصرته، وكانت خير سند له، وخلال هذا المقال سوف نذكر ما صحّ عن سيرة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد، ثم نوضح أبرز مواقفها مع رسول الله.^[١]

نبذة عن سيرة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد

كانت خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قبل أن تتزوج برسول الله قد تزوجت أولًا برجل يدعى أبو هالة بن زرارة التميمي، ثم تزوجت من بعده بعتيق المخزومي، ثم بعد ذلك عرضت على رسول الله الزواج بها بعدما علمت عنه طيب أخلاقه وأمانته من غلام لها قد أرسلته في تجارة لها مع رسول الله، إذ إنها عرضت على رسول الله بدايةً أن يذهب لها في تجارة مع غلام لها، حيث كانت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومكانة، وكانت تسمى بالطاهرة.^[١][٢]

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة -رضي الله عنها- وعمره 25 عامًا، وهي تكبره 15 عامًا، وكان توقيت الزواج قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وقد أنجبت أم المؤمنين لرسول الله قبل بعثته، وكانت زوجة محبة تسعى إلى رضا سيدنا محمد، وقد أهدت له غلامها زيد بن حارثة لما رأت رسول الله يميل له، وعند نزول الوحي على رسول الله كانت نِعمَ الزوجة والسند، فقد هدأت من روعه وطمأنته، وصدقته وذهبت به إلى ورقة بن نوفل الذي كان قريبًا لها وكان عالمًا متنصرًا يعلم علوم الكتب السماوية.^[١][٢]

فضل أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد

ورد مما صح من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث أظهرت فضل ومناقب السيدة خديجة، وفيما يلي بعضها:

حديث بدء الوحي

جاء في حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (هنا نص الحديث) أنه أول بدء نزول الوحي كان صلى الله عليه وسلم يرى الرؤيا الصالحة، ولما اعتكف في غار حراء جاءه جبريل -عليه السلام- في قصة الوحي المعروفة، ثم عاد رسول الله فزعًا إلى بيته، فاستقبلته السيدة خديجة، وطمأنته وقال لها أنه خشي على نفسه، فقالت له كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، وذكرت غيرها من خصال رسول الله.^[١][٣]

حديث بيت خديجة في الجنة

أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ.^[٤]

يظهر في هذا الحديث مدى عِظم مكانة أم المؤمنين خديجة، فقد أكرمها الله عز وجل بالسلام عن طريق الوحي، فسلّم عليها جبريل، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، ويقصد فيه قصر من لؤلؤ مجوف وياقوت والله أعلم، ولا صخب فيه ولا نصب، أي لا فيه تعب ولا صياح كصياح أهل الجنة.^[١][٣]