من هي صفية بنت عبد المطلب؟
هي الصحابية الجليلة صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، الهاشمية القرشية، عمة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وابنة خالته، وأم الزبير بن العوام، وشقيقة حمزة بن عبد المطلب، وأمها هي هالة بنت وهب، أخت آمنة أم الرسول -صلى الله عليه وسلم-،[١] وكان زوج صفية الأول هو الحارث بن حرب أخو أبو سفيان، فلما مات، تزوجها العوام بن خويلد، أخو السيدة خديجة بنت خويلد، فأنجبت له الزبير والسائب، وعبد الكعبة،[٢] وقد أسلمت، ثم هاجرت مع ابنها الزبير، وروت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعاشت حتى خلافة عمر،[١] وتوفيت في عام عشرين للهجرة، وكان عمرها ثلاثٌ وسبعون سنة، ودُفنت في البقيع.[٣]
إسلام صفية بنت عبد المطلب
اختُلف فيمن أسلم من عمَّات النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووقع الخلاف في إسلام عاتكة وأروى، أما صفية فإسلامها ثابت غير مُختلف فيه،[٤] جاء في الحديث: (لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} قامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى الصَّفا، فقالَ: يا فاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ، يا صَفِيَّةُ بنْتَ عبدِ المُطَّلِبِ، يا بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ، لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا، سَلُونِي مِن مالِي ما شِئْتُمْ)،[٥] فاستجابت صفية لدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأسلمت هي وابنها الزبير، فكانت من السابقين الأولين، وقد عانت من أذى قُريش وعدوانها، كما عانى غيرها من المؤمنين.[٦]
جوانب من شخصية صفية بنت عبد المطلب
المُربِّيَة الحازمة
كانت صفية -رضي الله عنها- مُربيةً حازمة، حيث قامت بتربية الزبير بن العوام تربيةً عظيمة، فقد كان صغيراً عندما مات أبوه، وترك لصفية مسؤولية تربيته، فكانت على قدر تلك المسؤولية، فربته على خشونة العيش، وتحمل المتاعب، ودربّته على الفروسية والقتال، وكانت تقسو عليه وتضربه بشدة في بعض الأحيان، فلما عاتبها أحد أعمام الزبير قائلاً بأن ضربها للزبير ليس ضرب أم لولدها، بل هو ضرب امرأة كارهة له، ردت عليه قائلة: "مَن قَال أبغَضتُهُ فَقَد كَذَب، وإنَّما أَضربُهُ لِكَي يَلِبْ، وَيَهْزِمَ الجَيشَ وَيَأتِي بِالسَّلَبْ، وفعلاً فقد أصبح الزبير فارساً من فرسان الإسلام وبطلاً من أبطاله.[٧]
المجاهدة الصابرة الشجاعة
- كانت صفية -رضي الله عنها- امرأة صابرةً مُجاهدة، فقد شاركت في الجهاد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكانت في غزوة أحد تسقي الماء وتبري السهام، فلما رأت انهزام بعض المسلمين، أخذت من أحدهم رمحاً وانطلقت تقاتل به، وتقول: "ويحكم انهزمتم عن رسول الله؟" فلما رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- خاف عليها أن ترى أخاها حمزة مقتولاً، وقد مُثِّلَ بجسده، فأمر الزبير أن يوقفها، لكنها كانت تعلم بما حدث لحمزة، فلما رأته قالت: "إنَّ ذلك في الله، لقد رضيت بقضاء الله، والله لأصبرنَّ ولأحتسبنَّ إن شاء الله"،[٨]
- وفي غزوة الخندق كانت صفية مع النساء في حصن المدينة المنورة، وكان اليهود يحاصرون الحصن ويحاولون اختراقه، فقام أحدهم بالتسلق على الحصن، حتى أطل على النساء، فلما رأته صفية قامت إليه بكل شجاعة، وضربته بالسيف حتى قطعت رأسه، ورمته على اليهود، فخافوا وانهزموا ظناً منهم أن في الحصن رجالاً مقاتلين.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 213-214. بتصرّف.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 271. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 171. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن الأثير ، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 171. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:205، حديث صحيح.
- ↑ عبد الرحمن الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 25. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 26-29. بتصرّف.