كان لحليمة السعديّة -رضي الله عنها- ثلاثةٌ من الأبناء في النسب؛ أي من زوجها الحارث بن عبد العزى، كما كان لها -رضي الله عنها أبناءٌ من الرضاع،[١] وفيما يأتي مزيد تفصيلٌ عنهم.


أبناء حليمة السعديّة

أبناؤها من النسب

تذكر كُتب السّير أنّ لحليمة السعديّة -رضي الله عنها- ثلاثةٌ من الأبناء من زوجها الحارث بن عبد العزّى بن سعد بن بكر،[٢] وهم: عبد اللَّه بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وحذافة بنت الحارث وقيل هي جُذامة بنت الحارث ولقبها: الشيماء وبه عُرفت واشتهرت،[١] وفيما يأتي تعريفٌ بهم.


عبد اللَّه بن الحارث

هو عبد اللَّه بن الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة السعدي، أخو النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الرضاعة، ونقل ابن حجر العسقلاني عنه أنّه أسلم بعد وفاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كما جاء في الرواية التي أوردها ابن حجر، من قوله: (كان للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم أخٌ رضيعٌ قال: فجعل يقولُ له: أترَى أنَّه يكونُ بعثٌ بعد الموتِ؟ فيقول النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم: إي والَّذي نفسي بيدِه لآخُذنَّ بيدِك يومَ القيامةِ ولأعرِفنَّك، قال: فلمَّا آمن بعد موتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم جعل يبكي ويقولُ: أرجو أن يأخُذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم بيدي يومَ القيامةِ فأنجوَ).[٣][٤]


أنيسة بنت الحارث

وهي أنيسة بنت الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة السعديّ، أخت النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الرضاعة،[٥] ولم تفصّل كتب السِّير والتراجم عنها، سوى ذلك.


الشيماء بنت الحارث

الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعديّ، وقيل إنّ اسمها حذافة، والشيماء لقبها الذي اشتهرت به، وكانت شاعرةً، وهي أخت النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الرضاعة، وكانت في طفولته -عليه الصلاة والسلام- تلاعبه وتغنّي له من شعرها، وتذكر بعض الروايات أنّها كانت من ضمن السبي والأسرى الذين أخذهم المسلمين حين أغاروا على قبيلة هوازن، وأخبرت من أسرها أنّها أخت النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فلمّا قدمت إليه، رحّب بها وأجلسها، وخيّرها بين أن تبقى عنده في المدينة أو أن تعود إلى قومها؛ فاختارت أن تعود وأسلمت قبل عودتها -رضي الله عنها-.[٦]


أبناؤها من الرضاعة

كان من عادة العرب سكّان الحضر والمدن كأهل مكّة المكرّمة، أن يرسلوا أبناءهم في طفولتهم إلى البادية؛ للرضاعة والتنشئة فيها؛ لتقوى بنيتهم وأجسادهم، ويصحّ نطقهم ويعتادوا فصاحة البادية، وكانت حليمة السعديّة -رضي الله عنها- ممّن يأتي من بني سعد إلى مكّة؛ لتأخذ طفلًا ترضعه مقابل أجرٍ.[١]


وقد أرضعت حليمة السعديّة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، بعد أن رفضت المرضعات الأُخريات أخذه؛ لأنّه كان يتيمًا، فأخذته حليمة حتّى لا تعود إلى البادية بلا غلامٍ تُرضعه، كما أرضعت أحد أبناء عم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وهو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 46.
  2. أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 3252. بتصرّف.
  3. رواه ابن حجر العسقلاني، في الإصابة في تمييز الصحابة، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، الصفحة أو الرقم:88، مرسل صحيح الإسناد.
  4. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 64. بتصرّف.
  5. العظيم آبادي، عون المعبود وحاشية ابن القيم، صفحة 38. بتصرّف.
  6. الموسوعة الشعرية، معجم الشعراء العرب، صفحة 716. بتصرّف.