جويرية زوجة الرسول

هي أمّ المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، أبوها سيد بني المصطلق، وكانت زوجةً لمُسافع بن صفوان المصطلقي، وقد تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، بعد غزوة المريسيع، وذلك أنها كانت ضمن السبايا، وقد وقعت في سهم ثابت بن قيس، أو ابن عمه، فاتفقت معه على أن يُعتقها مقابل أن تدفع له مبلغاً من المال، وهو ما يُسمى بالمُكاتبة، فجاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تطلب منه مساعدتها على ذلك، فأشفق عليها ورقَّ لحالها، وعرض عليها عرضاً أفضل مما تتمنى، وهو أن يدفع عنها المال فتصبح حرة ثم يتزوجها، فقبلت بكل رضا وسرور، فتزوجها، وعاشت بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- مدة طويلة، وتوفيت في السنة السادسة والخمسين للهجرة.[١]


صفات جويرية زوجة الرسول

صفات جويرية الخَلْقية

كانت السيدة جويرية -رضي الله عنها- امرأةً حسناء، تتمتع بجمالٍ فائق، وحُسنٍ وملاحةٍ، جعلت كل من يراها يُعجبُ بها ويُؤخذ بجمالها، قبل أن تصبح زوجة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد وصفتها السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما رأتها بقولها: (وكانتِ امرأةً حلوةً مُلَاحةً لا يراها أحدٌ إلا أخذتْ بنفْسِه).[٢][٣]


صفات جويرية الخُلُقية

كانت السيدة جويرية -رضي الله عنها- امرأة عابدة ذاكرة لله -تعالى-، وذلك أنها كانت تُكثر من الصلاة والصيام والذِّكر، جاء في الحديث: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا يَومَ الجُمُعَةِ وهي صَائِمَةٌ، فَقالَ: أصُمْتِ أمْسِ؟، قالَتْ: لَا، قالَ: تُرِيدِينَ أنْ تَصُومِي غَدًا؟ قالَتْ: لَا، قالَ: فأفْطِرِي)،[٤] وقد خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- مرةً من بيتها بعد صلاة الفجر، وتركها جالسةً في مكان صلاتها تذكر الله -تعالى-، ثم عاد إليها بعد الضحى، فوجدها على حالها ما زالت جالسةً تذكر الله -تعالى-، فقال لها: (ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ).[٥][٦]


فضائل جويرية

إنّ لأمّ المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- عدا عن كونها زوجة سيد البشر -صلى الله عليه وسلم-، فضائل ومناقب اختصت بها دون غيرها، وهي:[٧][٨]

  • أنها امرأة ذات برَكَة عظيمة، لأنها كانت سبباً في عتق أهل مائة بيت من قومها، وذلك بعد أن تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد قالت عنها السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (فما أعلمُ امرأةً أعظمَ بركةً منها على قومِها).[٢]
  • أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي سمّاها جويرية، فقد كان اسمها بَرَّة فقام بتغييره.
  • إكرامُ النبي -صلى الله عليه وسلم- لها بفدائها وعتقها وعرض نفسه عليها، وإعطائها مَهراً غالياً، قد ذُكر بأن مهرها كان أربعمائة درهم.
  • اختيارها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإيمانها به، وتفضيلها له على قومها وأهلها.


المراجع

  1. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1804-1805. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه البيهقي، في السنن الكبرى، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:74، حديث صحيح ثابت.
  3. ابن حجر العسقلاني، الإصاية في تمييز الصحابة، صفحة 73. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1986 ، حديث صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2726 ، حديث صحيح.
  6. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 264. بتصرّف.
  7. ابن عساكر، الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين، صفحة 94. بتصرّف.
  8. السيد الجميلي، نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 112. بتصرّف.