أزواج بنات الرسول

تواترت الأخبار في مصادر تاريخ السّيرة النّبوية أنّ بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة؛ وهنّ: زينب وهي الابنة الكبرى، ورقية وهي الابنة الثانية، وأم كلثوم وهي الابنة الثالثة، ثمّ فاطمة الزهراء أصغرهنّ، وأحبهنّ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كنّ جميعهنّ من زوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنهنّ جميعاً-، ولقد زوّج النبي -صلى الله عليه وسلم- بناته لخيرة الرجال في الجاهلية والإسلام، وفيما يأتي بيان ذلك.[١]


أبو العاص بن الربيع زوج زينب

وهو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي؛ زوج زينب وصهر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد زوّجه النبي ابنته زينب في الجاهلية، وأمه هي هالة بنت خويلد أخت زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة بنت خويلد -رضي الله عنهما-. وتذكر المصادر أنّ أبا العاص كان ممّن حضر معركة بدر الكبرى مع كفار قريش؛ إذ لم يكن مسلماً حينها، فلمّا وقع في الأسر يوم بدر؛ أرسلت زينب -رضي الله عنها- قلادةً لها من أمها خديجة -رضي الله عنها- لتفتديه بها، ولمّا رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- حزن عليها وتذكر زوجته.[٢]


ثمّ استشار الصحابة في أمر إطلاق سراحه؛ ففعلوا ذلك، إذ إنّ أبا العاص كان محباً للنبي غير معاديّاً له، كما أنّه لم يُطلق زينب على الرّغم من هجرتها إلى المدينة المنورة، وتركها له على دين الكفر، وقبيل الفتح أغار المسلمون على عِير لقريش كان على رأسها أبو العاص بن الربيع؛ فأخذوا الأموال والعير وأسروا منهم عدداً.[٢]


لكنّ أبا العاص هرب إلى زينب واستجار بها، فأجارته وأكرمت مثواه، ثم طلبت من النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ يرد عليه مال قريش؛ فاستشار النبي الصحابة في ذلك أيضاً، فأعادوا له المال والعير، وانطلق بعدها إلى قريش وقد أعاد إليها مالها، وبرّأ ذمته مما استأمنوه عليه، ثم أعلن إسلامه ولحق بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وردّ زينب إليه.[٢]


عثمان بن عفان زوج رقيّة وأم كلثوم

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، كان من السابقين للإسلام، وهو ابن عمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصهره؛[٣] حيث تزوج بنتين من بنات النبي؛ كانت الأولى هي رقية فقد تزوجها قبل النبوة، ثم توفيت في ليالي غزوة بدر، وبعدها زوّجه النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنته أم كلثوم -رضي الله عنها- وقد توفيت عنده كذلك؛ لذا لُقب بذي النورين، إذ لم يُعرف في التاريخ أحداً قد تزوّج ابنتي نبيّ غير عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كما قال العلماء.[٤]


علي بن أبي طالب زوج فاطمة

وهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب،[٥] ابن عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وصهره؛ فقد تزوج فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- بدرعٍ له، وذلك بعد واقعة بدر في السنة الثانية للهجرة، وقد أنجب منها سبطي النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن والحسين، ومن الإناث زينب وأم كلثوم، وقيل أنجب مُحسناً ولكنّه توفي صغيراً.[٦]


عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل النبوة قد زوّج ابنته رقية -رضي الله عنها- لعتبة بن أبي لهب، وزوّج أختها أمّ كلثوم لعتيبة بن أبي لهب، ولكنّ لما نزلت سورة المسد في أبي لهب؛ اشتدّ غيظ أبي لهب وزوجته أم جميل حمّالة الحطب؛ فأمرا ولديهما أن يفارقا ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان ذلك قبل أنْ يدخلا بهما؛ كرامة من عند الله -سبحانه-، وهواناً لأبي لهب عدو الله وعدو دينه.[٧]



مواضيع أخرى:

أسماء أولاد الرسول محمد

كم عدد زوجات الرسول؟

المراجع

  1. إبراهيم بن عبد الله المديهش، فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم سيرتها فضائلها مسندها رضي الله عنها، صفحة 55، جزء 2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1701-1703، جزء 4. بتصرّف.
  3. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 474، جزء 1. بتصرّف.
  4. الجلال السيوطي، تاريخ الخلفاء، صفحة 117-118. بتصرّف.
  5. ابن حبان، السيرة النبوية وأخبار الخلفاء، صفحة 521، جزء 2. بتصرّف.
  6. محمد بن صامل السلمي، صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم)، صفحة 182. بتصرّف.
  7. محمد رضا، عثمان بن عفان ذو النورين، صفحة 18. بتصرّف.