نسل الرسول

رزق الله -تعالى- محمداً -عليه الصلاة والسلام- تكميلاً لفطرته الإنسانية وقضاءً لحاجتها، فقد توفّى الله أولاده الذكور صغاراً؛ درءاً للفتنة من بعده، أو ادّعاء النبوّة لهم، كما أنّ فَقْده -عليه السلام- لأبنائه ابتلاءٌ من الله له، والأنبياء والرسل أشدّ الناس ابتلاءً، فقد ورد عن سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-: (قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ ، فإن كانَ في دينِهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ).[١][٢]


ما هي كنية النبي؟

كُنيّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعدّة كُنى بيانها آتياً:

  • أبو القاسم: والقاسم هو أكبر أبنائه الذكور من أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، وأول من مات من أولاده في مكة المكرمة،[٣] وقد ثبتت كُنيه -عليه الصلاة والسلام- بأبي القاسم في عدّة أحاديث نبويةٍ، منها: ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في السُّوقِ، فَقالَ رَجُلٌ: يا أبَا القَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنَّما دَعَوْتُ هذا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَمُّوا باسْمِي ولَا تَكَنَّوْا بكُنْيَتِي)،[٤][٥]
  • أبو إبراهيم: فقد ثبت أنّ جبريل -عليه السلام- كنّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأبي إبراهيم نسبةً لولده إبراهيم من مارية القبطية.[٣][٦]
  • أبو الأرامل: ورد أيضاً أنّه -عليه الصلاة والسلام- كُنيّ بأبي الأرامل كما ذكر ابن دُحية.[٧]
  • أبو المؤمنين: كُنيّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأبي المؤمنين كما ورد عن أُبيّ بن كعب إذ قرأ قول الله -تعالى-: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّـهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا)،[٨] وقال: (وهو أبٌ لهم)، إذ يقصد أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أبٌ للمسلمين في الرحمة والشفقة.[٧]


أبناء النبيّ

وُلد للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- ثلاثةٌ من الأبناء فيما يأتي ذكرهم مع شيءٍ من أخبارهم:[٩]

  • القاسم: وهو أول مولودٌ للرسول -عليه الصلاة والسلام-، وقد وُلد القاسم في مكّة المكرّمة ومات فيها، وعاش سبعة عشر شهراً فقط.
  • عبدالله: وُلد في مكّة المكرّمة، وهو أول أبناء الرسول -عليه السلام- الذين وُلدوا بعد الوحي للرسول برسالة الإسلام، وسمّاه النبيّ عبدالله نسبةً لوالده، وكنّا بالطيب والطاهر والمطيب والطاهر، وكنّاه بذلك لأنّه وُلد بعد البعثة، وقد مات عبدالله وهو صغيرٌ في مكّة المكرّمة بعد موت أخيه القاسم بمدةٍ قصيرةٍ.
  • إبراهيم: وُلد في شهر ذي الحجّة من السنة الثامنة للهجرة، أي أنّ ولادته كانت في المدينة المنورة، وأمّه مارية القبطية، وتوفّي في شهر ربيع الأول من السنة العاشرة للهجرة، وكان عُمره حينها ستة عشر شهراً، وقد سُرّ النبيّ -عليه السلام- بولادة إبراهيم سروراً كبيراً، وحَزِن حزناَ شديداً على وفاته.

المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2398، حسن صحيح.
  2. "أبناء النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، 13/2/2013، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن علان، الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية، صفحة 143. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2120، صحيح.
  5. عبد الله عبادي اللحجي، كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول، صفحة 164. بتصرّف.
  6. محمد رضا، محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 63. بتصرّف.
  7. ^ أ ب الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 537. بتصرّف.
  8. سورة الأحزاب، آية:6
  9. أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 169-178. بتصرّف.