أُحلَّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم دوناً عن المسلمين أن يجمع بين أكثر من 4 زوجات، فكان له إحدى عشرة زوجة، وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، أي لا يجوز لأي مسلم أن يتزوج بإحداهن بعد الرسول، وكانت أول زوجات الرسول هي السيدة خديجة بنت خويلد، وهي الزوجة الوحيدة التي أنجبت للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج الرسول في حياتها أي زوجة، وإنما تزوج بعد وفاتها بسودة بنت زمعة، وللتعرف على الترتيب الزمني لزواج الرسول صلى الله عليه وسلم بزوجاته، سنستكمل خلال هذا المقال توضيح هذا الموضوع.[١]
وجب التنويه بأن إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو ابن مارية القبطية، وقد أنجبت لرسول الله بحكم ملك اليمين، إذ كانت أمة، ولم يتزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام.
ترتيب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
تاليًا ذكر لزوجات الرسول رضوان الله عليهن مع مراعاة الترتيب الزمني لزواجهن:[١]
السيدة خديجة بنت خويلد
هي أول زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية، وكانت ذات مكانة وشرف في قريش، وقد عرضت على رسول الله الزواج بها؛ مما رأت منه من أمانة وحسن خلق حينما تاجَر لها، وقد تزوجها صلى الله عليه وسلم في عمر 25 عاماً، وكانت تكبره 15 عامًا، ويذكر أن زواج الرسول بالسيدة خديجة كان قبل البعثة بـ 15 عاماً، وهي أول من آمن به. توفيت السيدة خديجة في السنة العاشرة للبعثة وهو ذات العام الذي توفي فيه عمه أبو طالب، وسمّي بعام الحزن.[٢][٣]
السيدة سودة بنت زمعة القرشية
هي ثاني زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام، وأول زوجة بعد السيدة خديجة، تزوّجها -عليه الصلاة والسلام- في السنة العاشرة للبعثة بعد أن توفيت أم المؤمنين خديجة، وكانت السيدة سودة كبيرة في السن توفي عنها زوجها، وكانت ترعى أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويذكر عنها رضوان الله عليها أنها وهبت يومها الذي كان يبيت فيه الرسول عندها للسيدة عائشة رضي الله عنها.[٢][٣]
السيدة عائشة
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، خطبها رسول الله وهي في سن السادسة، وكان ذلك في السنة العاشرة من البعثة، وقد تزوجها ودخل عليها في سن التاسعة، وجاء ذلك في حديث عن عائشة رضي الله عنها[٢][٣](تَزَوَّجَنِي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا بنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ فَنَزَلْنَا في بَنِي الحَارِثِ بنِ خَزْرَجٍ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي، فَوَفَى جُمَيْمَةً، فأتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وإنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ، ومَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بي، فأتَيْتُهَا لا أدْرِي ما تُرِيدُ بي، فأخَذَتْ بيَدِي حتَّى أوْقَفَتْنِي علَى بَابِ الدَّارِ وإنِّي لَأُنْهِجُ حتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أخَذَتْ شيئًا مِن مَاءٍ فَمَسَحَتْ به وجْهِي ورَأْسِي، ثُمَّ أدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأنْصَارِ في البَيْتِ، فَقُلْنَ: علَى الخَيْرِ والبَرَكَةِ، وعلَى خَيْرِ طَائِرٍ، فأسْلَمَتْنِي إلَيْهِنَّ، فأصْلَحْنَ مِن شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إلَّا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضُحًى، فأسْلَمَتْنِي إلَيْهِ وأَنَا يَومَئذٍ بنْتُ تِسْعِ سِنِينَ.) [٤]
السيدة حفصة
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن توفي عنها زوجها وهو خنيس بن حذافة أحد صحابة رسول الله ممن شهدوا بدرًا، وكانت من المقربات للسيدة عائشة لقرب سنيهما، وكلتاهما من العابدات الفقيهات.[٢][٣]
السيدة زينب بنت خزيمة
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية الهلالية، تزوجها رسول الله بعد أن توفي زوجها في أُحُد، وهو عبد الله بن جحش، وقد توفيت بعد ذلك بشهرين أو ثلاثة، ولم يتوفّ من زوجات الرسول بحياته سوى هي والسيدة خديجة.[٢][٣]
السيدة أم سلمة
هي هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية، كانت -رضي الله عنها- أكبر زوجات الرسول سنًا، وهي ممن هاجروا إلى الحبشة برفقة زوجها أبي سلمة الذي استشهد في أحد، ويذكر من مواقفها أنها أشارت على رسول الله أن يتحلل من الإحرام يوم صلح الحديبية، حتى يقتدي به المسلمون بعد أن تلكأوا في تنفيذ أمر سول الله بالتحلل من الإحرام.[٢][٣]
السيدة زينب بنت جحش
هي زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة، أشار عليها رسول الله بالزواج من ابنه بالتبني (قبل أن يحرم التبني) زيد بن الحارثة، وقد كانت ذات جمال وشرف، ثم طلقها زيد؛ لأن زواجهما لم يكن بتوافق الطرفين، فنزلت آية كريمة تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج منها (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [الأحزاب: آية 37] والسيدة زينب رضي الله عنها أول من توفيت من زوجاته بعد وفاته.[٢][٣]
السيدة جويرية بنت الحارث
هي جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق، كانت قد أُسِرت بيد ثابت بن قيس بن شماس أحد صحابة رسول الله، وقد كاتبته (أي اتفقت على عتقها مقابل فدية)، فقضى عنها رسول الله ما كاتبت عليه وتزوجها، ثم همّ المسلمون فأطلقوا سراح أهلها إكرامًا لزواجها من رسول الله.[٢][٣]
السيدة أم حبيبة
هي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية الأموية، هاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش الذي تنصّر وارتدّ عن الإسلام، حينها أرسل رسول الله للنجاشي بأن يكون وكيل أم حبيبة ويزوجه إياها، وكانت شديدة الحب لرسول الله، ويروى عنها أنَّها منعت والدها أبا سفيان من الجلوس على فراش رسول الله حينما كان مشركاً.[٢][٣]
السيدة صفية بنت حيي
هي صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير، ابنة زعيم يهود بني قريظة، وقعت في الأسر بعد فتح خيبر، فتزوّجها رسول الله وشرح الله صدرها للإسلام، وكان في زواجها تقرير إباحة الزواج بالمحصنات العفيفات من أهل الكتاب، ويعود نسب السيدة صفية إلى نبي الله هارون عليه السلام.[٢][٣]
السيدة ميمونة
هي ميمونة بنت الحارث الهلالية، هي آخر أمهات المؤمنين، وقد تزوجها رسول الله في عمرة القضاء، وذكرتها السيدة عائشة أنها كانت أتقاهن لله وأكثرهن صلة للرحم.[٢][٣]
للمزيد حول سيرة رسول الله، يمكن قراءة المقالات التالية:
المراجع
- ^ أ ب "زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم: أمهات المؤمنين ودورهن السامي في تاريخ الإسلام"، د.طارق سويدان، اطّلع عليه بتاريخ 21/10/2023.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/10/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "ما هي أسماء زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/10/2023. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3894، صحيح.