نقل الصحابة لوصف الرسول
كان لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حظ في وصفه من أتباعه ليس كحظ باقي الأنبياء، أو الزعماء، أو القادة، فلم يكن نقلهم عنه متوقف على شريعته، ودعوته فقط، إنما نقلوا عنه أيضاً جزئيات دقيقة من خصائصه وحياته، وذلك دليل محبتهم له، وحرصهم على التأسي به -عليه الصلاة والسلام-،[١] فمن الصحابة الذين ذكروا وصفاً له -عليه الصلاة والسلام- عائشة أم المؤمنين، وهند بن أبي هالة، وعلي بن أبي طالب، وأبي هريرة، وأنس بن مالك، وغيرهم، وجميعهم كانوا صادقين في وصفه، واتفقوا في ذِكر أوصافه، بينما لم يكن عدد من الصحابة يستطيعون وصفه -صلى الله عليه وسلّم-، ولكن ليس قصورًا في بلاغتهم، أو بيانهم، بل لأنَّ له من المهابة عندهم ما لا يُجرؤهم على الإطالة في النَّظر إلى وجهه، يقول عمرو بن العاص: "ما كان أحد أحبَّ إليَّ مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا أجل في عَيني منه، وما كنتُ أُطيق أن أملَأ عيني منه إجلالًا له، ولو سُئلتُ أن أصِفه ما أطقتُ، لأنِّي لم أكن أملأ عيني منه".[٢]
وصف الرسول محمد
غالب الأحاديث التي وُصف بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أحاديث ضعيفة، ولكن بعضها له أصل في الصحيحين وفي غيرهما، ويُذكر من باب التساهل في نقل الأخبار، والسّير،[١] وكان ممن وصفوا رسول الله خَلقاً وخُلقاً أم معبد الخزاعية التي وصفت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لزوجها وصفاً جامعاً دقيقاً كأنك تراه، وكان وصفها له -صلّى الله عليه وسلّم- عن مجموع وصف الصحابة له متفرقاً،[٣] كما وصفه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في أكثر من رواية،[٤] وورد في الحديث الضعيف أنَّ الحسن بن علي سأل هند بن أبي هالة التميمي -رضي الله عنهما- عن وصف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد كان هند وصافاً، فوصفه وصفاً شاملاً،[١] وجاء في خلاصة ما وصفوه به:
وصف الرسول محمد الخَلقي
- كان جميلاً حسن المنظر، يميز الناظر جماله وحسنه من قريب ومن بعيد،[٣]جسده مشرق، نيِّر اللون،[٥] كان مهيباً مع جماله، ويجتمع مع جماله وهيبته عظيم قدره ونُبْله.[٥]
- طويلاً معتدل الطول، ليس بشديد الطول ولا بالقصير.[٤]
- وجهه أبيض وضيء،[٣]يخالط بياضه حمرة، وليس وجهه بالمنتفخ السّمين ولا النحيل،[٤] إذا غضب امتلأ عرقه دمًا، فيظهر في وجهه ويرتفع.[٥]
- في كل عضو في وجهه جمال على حدة، فعيناه واسعتين، بياضهما شديد البياض، وسوادهما شديد السّواد، أجفانه شعرها طويل وفيها سواد كأنَّه الكحل، حواجبه طويلة رقيقة،[٣]يمتد حاجبيه حتى يكادا يلتقيان ولكن لم يلتقيا بينهما فُرْجة يسيرة، يراها من حقق النظر فيهما.[٥]
- أنفه طويل دقيق مرتفع رأس الأنف، أعلى قصبة الأنف مستوٍ ويعلوه نور.[٥]
- ينظر بلحظ عينيه، ولا يحدّق تحديقًا.[٥]
- أسنانه رقيقة ودقيقة، أطرافها محددة، ثناياه ورباعياته متباعدة، بين أسنانه فرجة.[٥]
- أشعر المنكبين والذراعين، ليس على صدره وبطنه شعر عدا الخط الدقيق الذي يسيل من صدره إلى سُّرَّته.[٥]
- جبينه واسع.[٥]
- عنقه طويل،[٣]صفاء عنقه كالفضة.[٥]
- جسمه متوسط الحجم، بطنه ليس بعظيم،[٣]عريض الصدر، صدره مساوٍ لبطنه، فلا يخرج بطنه عن صدره.[٥]
- ليس به صلع من مقدمة رأسه،[٣]في شعره جعدةٌ قليلة، لا متناهي الجعودة، ولا بالمسدول بدون جعودة،[٤] لم يكن يفرق شعره، فإذا انفرق بنفسه تجاوز شحمة أذنيه.[٥]
- لحيته كثيفة متراكبة، لا طويلة ولا رقيقة.[٥]
- ليس في خديه امتلاء، بل خده رقيق الجلد، قليل اللحم، رقيقا الجلد، وفمه واسع.[٥]
- متناسب الأعضاء والأطراف، في دقتها وغلظها، وصغرها وكبرها، وطولها وقصرها.[٥]
- لحم جسمه متماسك، لا مسترخٍ ولا متهدل.[٥]
- عريض الكتفين، بينهما بُعْد يدل على سعة ظهره وصدره.[٥]
- صوته فيه بَحَّة وخشونة.[٣]
- شديد القوة، رؤوس عظامه غليظة وعظيمة،[٤] وأطرافه سهلة لا متجعدة مع غلظها،[٥] عظام زنوده طويلة.[٥]
- يمشي بانحدرٍ في الصعود والارتفاع،[٤] تتجافى رجلاه عن الأرض، ظاهرهما ممسوح مستوٍ، إذا صب الماء عليهما يمر سريعًا ولا يقف.[٥]
- قوي المشيه، يرفع قدميه رفعًا قويًّا، لا يمشي اختيالاً ولا يقارب خطواته، بل يتابع بينها ويوسعها، فيسبق غيره في المشي.[٥]
- إذا استدار فلا يدير رأسه بل يستدير كله.[٤]
- بين كتفيه علامة النبوة، وهي خاتم النبيين.[٤]
وصف الرسول محمد الخُلقي
- كان أصحابه يلتفون حوله، ويعظّمونه، ويكرّمونه، ويخدمونه.[٣]
- لا يحتقر أحدًا، ولا يعبس في وجه أحد.[٣]
- كان جواداً، رحب الصدر، صدوق اللسان، كريم الصّحبة.[٤]
- أميناً، وفياً بالعهد والأمان، سجيته وخليقته الليّن.[٤]
- يخافه ويُجله من يراه، ويحبّه من يخالطه.[٤]
- يُقَدِّم أصحابه أمامه، ويمشي هو وراءهم.[٥]
- كان خير الناس لأهله ولأمته، طيب الكلام، حَسن المعشر.[٦]
- كان عادلاً، مقيماً لحدود الله ولو على أقرب الناس منه.[٦]
- إذا تكلم كان كلامه فَصْلٌ مبين، يُعد كلامه فليس بالسريع الذي لا يُحفظ، ولا بالمنقطع الذي لا يُدركُه السامع.[٦]
- لا يتكلم إلا فيما يرجو منه الثواب، فلا يتكلم فيما لا يَعنيه.[٦]
- إذا كرِه شيئاً عُرِفَ ذلك في وجهه.[٦]
- كان شجاعاً عظيماً، لطيفاً رحيماً، ليس بفاحشٍ ولا متفحش، وليس بصخابٍ في الأسواق، لا يجازي السيئة بالسيئة، بل يعفو ويصفح.[٦]
- كان يحب الأطفال، رحيماً في معاملة الصبيان، إذا مر بهم سلّم عليهم.[٦]
- لم يضرب بيده امرأةً ولا خادماً ولا شيئًا قط، إلا أن يضرب جهاداً في سبيل الله.[٦]
- كان يجيب دعوة من يدعوه، حرًا أوعبدًا، أو غنيًا أوفقيرًا، ويقبل العذر من المعتذرين، ويعود المرضى ولو في أقصى المدينة.[٦]
- متواضعًا بعيدًا عن الكِبر، فقد كان يجلِس على الأرض، على البساط أو الحصير.[٦]
- كان زاهداً في دنياه، راغباً فيما عند الله تعالى، خيّره الله أن يكون ملكًا نبيًا أو أن يكون عبدًا نبيًا، فآثر أن يكون عبدًا نبيًا.[٦]
- أعبد الناس مع معرفة منزلته عند ربه، لكنًه كان عبداً لله شكوراً.[٦]
- كان أكثر الرسل دعوة لله وبلاغـًا وجهادًا.[٦]
- كان ضحكه تبسّم، يتبسّم حتى تبدوَ نواجِذُه.[٦]
- كان كريمًا صبورًا، ومتعاونًا يحب النفع لغيره.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت فريق موقع اسلام ويب (12/8/2004)، "وصف دقيق لصفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2021. بتصرّف.
- ↑ محيي الدين محمد عطية (15/12/2016)، "أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ربيع عبد الرؤوف الزواوي (7/12/2017)، "أم معبد تصف الرسول صلى الله عليه وسلم "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز سامح محمد البلاح (12/3/2015)، "وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/5/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ظ ع غ ف ق ك ل م سامح محمد البلاح (5/3/2015)، "وصف هند بن أبي هالة للنبي صلى الله عليه وسلم"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/5/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ظ فريق موقع صيد الفوائد، "من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 20/5/2021. بتصرّف.