للنبيِّ صلى الله عليه وسلم محاسنٌ في الخَلقِ والصِّفات والنَّسب، فقد اصطفاه الله وميَّز العرب بأن جعل الرسالة الإلهية بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ جاء به محمدُ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فهو من نسلِ إسماعيل الذَّبيح، وهو استجابة دعاء جدِّه إبراهيم، وبشارةُ سيدنا عيسى عليه الصَّلاة والسَّلام، كما قال الله عزَّ وجلَّ: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَم يابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلـمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ"،[١] كما شَهِدَ النَّاس للنبي صلى الله عليه وسلم بحسن أخلاقه، ووصفته أمُّ المؤمنين عائشة أنَّه كان قرآنًا يمشي على الأرض، لما فيه من حُسنٍ للخُلق، وتحلٍّ بالصفات الكريمة التي زكَّاها الإسلام، وإلى جانب أخلاقه صلى الله عليه وسلم ميزه الله عزَّ وجلَّ فيه بصفات شكلية سنتناولها في هذا المقال.


صفات شكل النّبي

يمكننا الاستدلال على وصف دقيق لشكل النبي صلى الله عليه بما روته أم معبد الخزاعية رضي الله عنها عندما مرَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على خيمتها طالبين الماء ليكملوا مسير رحلتهم، فلمَّا رجع زَوجها وصفتْ له حال النبي صلى الله عليه وسلم لِما رأت من بركتهِ وآثاره التي تركها، وقد وصفته وصفًا عجز عنه الإدراك لدقَّته وحسنه، فنستدلُّ من وصفها أنَّه كان صلى الله عليه وسلم:[٢]

  • أسودَ العينين.
  • طويلَ الرموش.
  • طويلَ العنقِ.
  • واسع العينين.
  • جميل الأنف.
  • عريضَ الصَّدر.
  • أشعرَ الذِّراعين والمنكبين.
  • في صوته بحةٌ وخشونة.
  • ليسَ طويلًا ولا قصيرًا، بل متوسِّطًا ما بينهما.
  • ضخم عظام المفاصل كالركبة والكتف، وذو غِلظة في أصابع كفَّيه وقدميه.
  • لديه فراغٌ ما بين ثنيتيه، أي: سِنَّيهِ العلويين صلى الله عليه وسلم كما وصفه ابن عباسٍ رضي الله عنه.
  • شديد سواد الشعر، ولم يكن شعره ناعمًا ولا مجعَّدًا، وكان يجعلهُ صلى الله عليه وسلم طويلًا يصلُ إلى شحمةِ أذنه.
  • في لحيته شيءٌ من البياض، كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه مات صلى الله عليه وسلم وفي لحيته ورأسه عشرون شيبة فقط.


وقد وصفه الصَّحابة رضي الله عنهم أجملَ وصفٍ بقولِ أنسٍ: أنَّه ما وُجدَ حريرًا أو ديباجًا أنعمَ من كفِّه صلى الله عليه وسلم، وفي حديثٍ آخر أنَّها أبرد من الثَّلج، وأطيب من المِسك.[٣]


أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم

إن أقرب النَّاس شبهًا بالنَّبي صلى الله عليه وسلم بصفاته الجسدية، هو جدُّه أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل، أمَّا من أهل بيته فكان من أقرب النَّاس شبهًا به ابن عمِّه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لقول النَّبي صلى الله عليه وسلم حين قال لجعفرٍ: "أشبَهْتَ خَلْقي وخُلُقي"،[٤]ومنهم أيضًا حفيده الحسن، وابنته فاطمة الزَّهراء.[٥]


المراجع

  1. سورة الصف ، آية:6
  2. محمد أبو الهيثم (4/2/2003)، "هل رأيت صورة النبي صلى الله عليه وسلم "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 9/9/2021. بتصرّف.
  3. سعيد بن وهف القحطاني (24/12/2013)، "صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلقية والخلقية "، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 9/9/2021. بتصرّف.
  4. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم:2/184، إسناده صحيح.
  5. "الذين يشبهون رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخِلقة"، إسلام ويب ، 19/4/2007، اطّلع عليه بتاريخ 9/9/2021. بتصرّف.