الرسول محمد

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أعظم رجل في تاريخ البشرية، بعثه الله -سبحانه وتعالى- خاتمًا للأنبياء والمرسلين ليكون رحمة للعالمين، وليخرج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}،[١] وأنزل عليه الله -سبحانه وتعالى- المعجزة الكبرى وهي القرآن الكريم وأمره بالدعوة ليهدي به الناس بإذن ربهم، كما أيّده الله تعالى بالعديد من المعجزات التي تدل على صدق نبوته ورسالته، ومنّ الله عليه وأكرمه بالنعم العظيمة والأخلاق الحميدة التي لم تكن لغيره واصطفاه بها.[٢]


صفات الرسول الخَلقية

خصّ الله سبحانه وتعالى نبيه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بصفات عظيمة تميّزه عن غيره، سواء أكانت هذه الصفات خٌلقية ظهرت على سلوكه وأخلاقه، أو صفات خَلقية تظهر في شكله وجسده،[٣] ومن هذه الصفات الخَلقية:


لون البشرة

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أبيض اللون مائلًا للحمرة،[٣] لما ثبت أنَّه روي عن أنس بن مالك أنَّه قال: (أزْهَرَ اللَّوْنِ ليسَ بأَبْيَضَ، أمْهَقَ ولَا آدَمَ).[٤]


ملامح الوجه

كان وجه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- جميلًا مستديرًا كالقمر والشمس المنيران وخاصةً إذا سُرّ؛[٥] فقد روي عن كعب بن مالك أنَّه قال: (فَلَمَّا سَلَّمْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَبْرُقُ وجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وجْهُهُ، حتَّى كَأنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وكُنَّا نَعْرِفُ ذلكَ منه)،[٦] كما كان عظيم الفم، طويل شق العين، قليل لحم العقب؛[٧] لما روي في صحيح مسلم أنَّه: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الفَمِ، أَشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ. قالَ: قُلتُ لِسِمَاكٍ: ما ضَلِيعُ الفَمِ؟ قالَ: عَظِيمُ الفَمِ، قالَ قُلتُ: ما أَشْكَلُ العَيْنِ؟ قالَ: طَوِيلُ شَقِّ العَيْنِ، قالَ: قُلتُ: ما مَنْهُوسُ العَقِبِ؟ قالَ: قَلِيلُ لَحْمِ العَقِبِ).[٨]


الشعر واللحية

كان شعره -عليه الصلاة والسلام- جميلًا، أملس، شديد السواد، فقد روي عن أنس بن مالك أنه قال: (وكانَ شَعَرُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجِلًا، لا جَعْدَ ولَا سَبِطَ)،[٩] أما لحيته فكانت كثةً كثيفةَ الشعر، وكان بين شفته السفلى وذقنه شعرات بيض، لما ورد في البخاري: (كانَ في عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بيضٌ).[١٠]


اليدين والقدمين

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ضخم اليدين وعظيم الكراديس،[١١] وضخم القدمين.[٧]


طول القامة

كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- ليس بالطويل ولا بالقصير، بل متوسط القامة،[٧] روي عن البراء بن عازب: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، له شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ، رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، لَمْ أرَ شيئًا قَطُّ أحْسَنَ منه قَالَ يُوسُفُ بنُ أبِي إسْحَاقَ، عن أبِيهِ: إلى مَنْكِبَيْهِ).[١٢]


طيب الرائحة

كان -عليه الصلاة والسلام- طيّب الرائحة، يحب الطيب ويحب السواك والنظافة،[٧] روي عن أنس بن مالك أنَّه قال: (ما مَسِسْتُ حَرِيرًا ولَا دِيبَاجًا ألْيَنَ مِن كَفِّ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَا شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ أوْ عَرْفًا قَطُّ أطْيَبَ مِن رِيحِ أوْ عَرْفِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)،[١٣] كما ذكر أنَّ بصاقه كان طاهرًا وطيّبًا، وعرقه كذلك فقد روي أنَّ أم سُليم -رضي الله عنها- كانت تجمع عرقه وتتطيب به.[٣]


المراجع

  1. سورة سبأ، آية:28
  2. الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري (1/1/2015)، "نبذة عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت إسلام ويب (18/11/2003)، "صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلْقية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3547، (حديث صحيح).
  5. إسلام ويب (18/11/2003)، "صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلْقية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم:3556، (حديث صحيح).
  7. ^ أ ب ت ث الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني (24/12/2013)، "صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلقية والخلقية "، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:2339، (حديث صحيح).
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5906، (حديث صحيح).
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن بسر، الصفحة أو الرقم:3546، (حديث صحيح).
  11. الإمام ابن باز، "بعض صفات النبي ﷺ الخَلْقِية"، بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2021. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:3551، (حديث صحيح) قوله قال يوسف بن أبي إسحاق معلق وصله المؤلف دون هذه الزيادة.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3561، (حديث صحيح).