حث الله سبحانه وتعالى ورسوله على التحلي بمكارم الأخلاق، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتصف بمكارم الأخلاق، فقد كان أفضل الناس أخلاقًا، وعلى الرغم من ارتباط الأخلاق الكريمة بالإسلام إلا أنها كانت موجودة في الجاهلية، فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم متممًا لهذه الأخلاق، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"،[١] وفي مقالنا هذا سنتحدث عن شمال وصفات النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سنذكر بعض الأمور التي تعيننا على كسب شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم والتحلي بها.


شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

يمكننا تعريف الشمائل بأنها خصال وأخلاق وطِباع كريمة،[٢] أما عند تخصيص الحديث عن شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها تنقسم إلى قسمين هما:


1. الشمائل الخَلقية

وهي الشمائل المتعلقة بشكله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي عرض لأهمها:

  • حسن الخلقة، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حسن الوجه.[٣]
  • اعتدال النبي صلى الله عليه وسلم في الطول؛ فلم يكن طويلًا ولم يكن قصيرًا.[٣]
  • تميز النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أزهر اللون وليس بالأبيض.[٣]
  • شدة سواد الشعر.[٤]
  • حلاوة المنطق وجماله.[٤]
  • وجود خاتم النبوة بين كتفيه.[٤]


2. الشمائل الخُلقية

وتتمثل هذه الشمائل بكمال النفس ومكارم الأخلاق، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتميز بما يلي:[٥]

  • اللسان الفصيح.
  • البلاغة في القول، والمعاني الصحيحة.
  • التحلي بالحلم والعفو عند المقدرة.
  • الصبر على الأذى.
  • الاتصاف بكل صفات الجود والكرم.
  • التحلي بالشجاعة والحضور في المواقف الصعبة.
  • شدة الحياء.
  • التميز بالصدق.
  • التواضع والابتعاد عن الكبر.
  • الوفاء بالعقود والعهود.
  • ذكر الله سبحانه وتعالى في كل مجلس.
  • إعطاء كل جالس في المجلس حقه؛ كي لا يشعر أي أحد من الجالسين بأن أحدًا أفضل منه.
  • عدم رد المحتاج من الفقراء.
  • لابتعاد عن الرياء وتجنبه.
  • عدم التدخل في غير الأمور التي تعنيه صلى الله عليه وسلم.


كيف نكتسب أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم؟

المسلم مأمور بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك فإننا نجد المسلمين يبحثون عن طرق ووسائل مختلفة تعينهم على التحلي بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي عرض لأبرز وأهم نقطتين تلعبان دورًا كبيرًا في ذلك:[٦]

  1. التمرين العملي والمستمر على الخلق الحسن، إذ إن السلوك غير المألوف يصبح مألوفًا بالتكرار، وكذلك الأخلاق، وقيل في ذلك إنَّ نَاسًا مِنَ الأنْصَارِ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ، فأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ، فأعْطَاهُمْ حتَّى نَفِدَ ما عِنْدَهُ، فَقَالَ: "ما يَكونُ عِندِي مِن خَيْرٍ فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ"،[٧] وفي ذلك إرشاد لهم إلى أن تطبيق السلوك وإن كان جديدًا يعين على الالتزام به.
  2. البحث عن البيئة والمجتمعات الصالحة والانغراس فيها؛ فالبيئة لها دور في كبير في كسب الأخلاق الحميدة، وذلك لأن الإنسان يتأثر بالمحيط الذي يكون فيه، إذ إن من يكون محاطًا ببيئة اجتماعية تحرص على مكارم الأخلاق يكون من السهل عليه التحلي بها، بعكس الذي ينشأ في بيئة لا تهتم بالأخلاق فإن التزامه بها يكون نوعًا من الجهاد.


المراجع

  1. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز ، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 215/.
  2. "تعريف و معنى شمائل في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني.
  3. ^ أ ب ت الرسول/ " صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخلقية "، الالوكة. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت صفي الرحمن المباركفوري، المختوم **/الصفات والأخلاق/i91&d66420&c&p1 الرحيق المختوم، صفحة 41. بتصرّف.
  5. صفي الرحمن المباركفوري، المختوم **/الصفات والأخلاق/i91&d66420&c&p1 الرحيق المختوم، صفحة 41.
  6. سعيد بن وهف القحطاني]، الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 15. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1469.