يعد الشيب من مظاهر الوقار عند المسلم، لذلك ينبغي عدم إزالة الشيب لا من شعر الرأس ولا من شعر اللحية، وذلك اقتداءً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم واتباعًا لأوامره، إذ إن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم نهى عن إزالة الشيب، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على ذلك، وفي مقالنا هذا سنعرض إحدى صفات الرسول الشكلية وهو الشيب في شعر النبي صلى الله عليه وسلم، كما سنشير إلى تعامل النبي مع هذا الشيب.[١]


الشيب في شعر النبي صلى الله عليه وسلم

لم يكن الشيب في شعر النبي صلى الله عليه وسلم منتشرًا انتشارًا كبيرًا، إذ قيل إن الشيب كان قليلًا في شعره، فلم يكن في شعره إلا القليل من الشعيرات البيضاء وفي لحيته كذلك، ولأن الشيب في شعره قليل استطاع الصحابة رضوان الله عليهم أن يعدوا هذا الشيب، فقد روى حميد بن أبي حميد الطويل: "سُئلَ أنسُ بنُ مالكٍ: أخَضَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ قال: إنه لم يرَ مِن الشَّيبِ إلا نحوَ سبعةَ عشرَ، أو عشرين شعرةً في مُقَدِّمِ لِحيتِه"،[٢] ويتبين لنا من هذا الحديث أن شيب الرسول صلى الله عليه ويسلم يتراوح بين 17 و20 شيبة في مقدمة لحيته صلى الله عليه وسلم.[٣]


أسباب ظهور الشيب في شعر النبي

إن لظهور الشيب في شعر النبي صلى الله عليه وسلم أسباب عدة، ومن هذه الأسباب ما يلي:[٣]

  1. كثرة تدبر الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم، ولقد استدللنا على ذلك بما رواه عبد الله بن عباس عن سبب شيب الرسول صلى الله عليه وسلم، فلقد قال ابن عباس رضي الله عنه: "قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"،[٤] وفي ذلك دلالة على تسبب التدبر بظهور الشيب؛ وذلك لما يتطلبه من مجهود ذهني وما ينتج عنه من شعور بالمسؤولية وتفكير بالعواقب.
  2. خوف النبي صلى الله عليه وسلم من الله جل وعلا، وخشيته له، وهذا يقود إلى النتيجة نفسها من زيادة الرقابة على السلوك والخوف من النتائج والعواقب، إلى جانب تدريب النفس على الصبر اللازم لمواجهة الشدائد وتأدية الفرائض.


الشيب في السنة النبوية الشريفة

نهت السنة النبوية عن نتف الشيب أو صبغه باللون الأسود، وقد وردت أحاديث كثيرة في بيان فضل الشيب، كما رغّبت تلك الأحاديث بالابتعاد عن إزالة الشيب أو نتفه، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من شاب شيبةً في الإسلامِ؛ كانت له نورًا يومَ القيامةِ فقال رجلٌ عند ذلك: فإنَّ رجالًا ينتِفون الشّيبَ. فقال رسولُ اللهِ: من شاء فلْينْتِفْ نورَه"،[٥] كما أن الأمر الأعظم من إزالة الشيب ونتفه هو تغيير لون الشيب إلى اللون الأسود، فلقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صبغ الشيب باللون الأسود، أما تلوينه بلون غير الأسود فلا بأس به.[٦]


المراجع

  1. " الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية. بتصرّف.
  2. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن حميد بن أبي حميد الطويل، الصفحة أو الرقم:2940 ، صحيح.
  3. ^ أ ب " شيب النبي ولون شعره صلى الله عليه وسلم"، الألوكة.
  4. رواه صحيح الترمذي ، في صحيح الترمذي ، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:3297.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترغيب ، عن فضالة بن عبيد ، الصفحة أو الرقم:2092 ، حسن.
  6. " الشَيْب في السنة النبوية "، إسلام ويب .