أمر الله سبحانه وتعالى العباد بالسِّتر، وعدم إظهار العورات، لذلك أنزل الله اللباس سترًا لبني آدم، كما قال سبحانه وتعالى: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"،[١] ومع تعدُّد أصناف اللباس اليوم، ينبغي على المسلم أن يلبس ما يعدُّ ساترًا ومناسبًا له، وينبغي للمرأة المسلمة أن تلبس اللِّباس المناسب الساتر لها، ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وزوجاته أعظم قدوةٍ في لباسهم، لذلك سنستعرض في هذا المقال بعضًا من صفات لباس النَّبي صلى الله عليه وسلم.
صفات لباس النبي
لعلَّ من يقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويبحث في لباسه، يجد أنَّه لم يكن يتكلَّف فيه، فقد كان يختار ما يستر البدن دون إسرافٍ أو تبذير، إذ وصف الصَّحابة لباس النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنَّه لم يَعتَدْ على لباس بعينه، بل كان يلبس الإزار وأحيانًا الرِّداء، وتارةً أخرى يلبس الخميصة، وسنعرض فيما يأتي أشهر ما ورد من صفات للباس النبي صلى الله عليه وسلم:[٢]
لبس القميص والعمامة
كان صلى الله عليه وسلم يلبس القميص وهو الأحب إليه؛ لأنَّه أستر للعورة، وأكمل للزينة، فكان قميصه كما وُصِفَ من قطنٍ، كما كان صلى الله عليه وسلم يلبس على رأسه عمامة ولم تكن عمامته كبيرة ولا صغيرة، بل كانت متوسطة بما يضمن وقايته صلى الله عليه وسلم من الشمس دون حجب الرؤية، كما جاء في وصف عمامة النبي صلى الله عليه وسلم: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَعليه عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ".[٣]
تفضيل اللباس المريح
كان صلى الله عليه وسلم يلبس من السَّراويل ما كان فضفاضًا مريحًا، وكان يلبس القميص قصير الكمَّين حتى لا تعيق الأكمام حركته، فلم يكن يلبس ضيِّقًا أو طويلًا، ولم يكن ثوبه خيلاء، أي لم يكن يجرُّه على الأرض بل كان فوق الكعبين.
ألوان ثياب النبي
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه لبس عددًا من ألوان الثياب، فلبس الأسود والأخضر، ولبس ما كان مخطَّطًا بالأسود والأبيض معًا، ولبس الأصفر ما لم يكن معصفرًا، وقد جاء عنه صلَّى الله عليه وسلم أنَّه رغَّب بلبس اللون الأبيض من الثِّياب، وذلك بقوله: "البسُوا من ثيابِكُم البياضَ فإنَّها مِن خيرِ ثيابِكم وكفِّنوا فِيهَا موتَاكم"،[٤] وجاء عنه صلى الله عليه وسلم نفسير لحثّه على لبس الأبيض من الثِّياب، إذ قال: "الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ"،[٥] فالأبيض من أطهر الثِّياب وأطيبها، وإن لبس الأبيض في المناسبات كيوم الجمعة وفي مناسك العمرة والحج يعد أدعى إلى إظهار السرور والبهجة، كما أننا بذلك نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ونبتغي الأجر من الله سبحانه وتعالى.[٦][٧]
المراجع
- ↑ سورة الأعراف ، آية:26
- ↑ سامح محمد البلاح (12/5/2016)، "وصف لباس النبي صلى الله عليه وسلم "، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:1358، صحيح.
- ↑ رواه ابن الملقن ، في شرح البخاري لابن الملقن ، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:657، صحيح .
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن سمرة بن جندب ، الصفحة أو الرقم:1895 ، صحيح .
- ↑ راغب السرجاني (1/10/2014)، "سنة لبس الثياب البيضاء "، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "الألوان المستحبة والمكروهة والمحرمة في ثياب الرجال والنساء"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.