الأخلاق في الإسلام
حثّ الإسلام على التحلّي بالأخلاق المحمودة والابتعاد عن الأخلاق المذمومة، وذلك لتنظيم حياة الناس في المجتمع، ممّا يساعدهم على تحقيق غاية خلقهم من خلافةٍ وإعمارٍ في الأرض، فالأخلاق الحسنة من أكثر العبادات التي ينال بها المسلم محبة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ، والمتشدِّقون والمتفَيهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ! قد علِمنا الثَّرثارونَ والمتشَدِّقون، فما المتفَيهِقونَ؟ قال: المتكبِّرونَ)،[١] لذلك فإنَّ الإسلام ينظر إلى الأخلاق الحسنة على أنّها انعكاسٌ حقيقيّ عن الإيمان في قلب العبد، فالإيمان والأخلاق حلقةٌ متصلة لا انفكاك بينهما،[٢] وفي هذا المقال بيان أخلاق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لتكون منارةً يٌقتدى بها.
أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام
عدل الرسول صلّى الله عليه وسلّم
كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من أسرع الناس امتثالاً لأمر الله -تعالى-،[٣] لذلك حرص -عليه الصلاة والسلام- على العدل في جميع شؤون حياته، بدءاً من بيته إلى المجتمع الخارجي، فكان يعدل بين زوجاته -رضي الله عنهن-، حتى ذُكر عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال عندما كلّمه أسامة في قصة المرأة المخزومية التي سرقت: (إنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كَانُوا يُقِيمُونَ الحَدَّ علَى الوَضِيعِ ويَتْرُكُونَ الشَّرِيفَ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لو أنَّ فَاطِمَةَ فَعَلَتْ ذلكَ لَقَطَعْتُ يَدَهَا).[٤][٥]
تواضع الرسول صلّى الله عليه وسلّم
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مثالاً يُقتدى به في التواضع، يخفض جناحه للمؤمنين، ففي أحد المواقف يذكر أنس -رضي الله عنه- أنَّ رجلًا جاء إلى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وقال له: يا خيرَنا وابنَ خيرِنا، ويا سيِّدَنا وابنَ سيِّدِنا، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ-: (يا أيها النَّاسُ عليكُم بقولِكُم، ولا يستَهْوينَّكمُ الشَّيطانُ إني لا أريدُ أن تَرفَعوني فوقَ منزلتي الَّتي أنزلَنيها اللَّهُ تعالى، أَنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ عبدُه ورسولُهُ).[٦][٧]
عطاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم
فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كثير الجود والعطاء، حيث كان يعدّ ذلك شكلاً من أشكال تأليف القلوب وكسبها، وقد روى أنس -رضي الله عنه- في ذلك فقال: (ما سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى الإسْلَامِ شيئًا إلَّا أَعْطَاهُ، قالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فأعْطَاهُ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لا يَخْشَى الفَاقَةَ).[٨][٩]
رحمة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
شهد الله -عزّ وجلّ- على رحمة نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال في محكم كتابه العزيز: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ}،[١٠] فكان الرسول الإنسان الرحيم على الضعفاء والمساكين، والنساء والأطفال والشيوخ.[١١]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2897، حديث صحيح لغيره.
- ↑ "مفهوم الأخلاق في الإسلام"، إسلام ويب، 04/08/2002، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة النساء، آية:135
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6787، حديث صحيح.
- ↑ "من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021.
- ↑ رواه الوادعي ، في الصحيح المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:132، حديث صحيح على شرط مسلم.
- ↑ "نماذج مِن تواضع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"، طريق الإسلام، 2014-01-28، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2312، حديث صحيح.
- ↑ "الرسول قدوتنا في الأخلاق"، طريق الإسلام، 25/4/2014، اطّلع عليه بتاريخ 19/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة التوبة، آية:128
- ↑ أ.د. راغب السرجاني (2011/12/07)، "رحمة النبي بالضعفاء"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021.