إن المسلمين في الوقت الحاضر قد أبدعوا في صناعة المنابر، ويظهر ذلك الإبداع في المنابر وجمالها، وللمنابر تاريخ إسلامي عريق، إذ بدأت صناعة المنابر بشكل بسيط ومتواضع، فكان أول منبر هو منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان صلى الله عليه وسلم يستخدمه في إلقاء الخطب، وفي تعليم الوفود أحكام الدين والشريعة الإسلامية، وفي وقتنا الحاضر أصبحت المنابر جزءًا مهمًّا في المساجد، وفي مقالنا هذا سنوضح صفات منبر النبي صلى الله عليه وسلم.
صفات منبر النبي
أن لكل مقتنيات النبي صلى الله عليه وسلم وصفًا خاصًّا بها، أما فيما يتعلق بوصف منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ورد الكثير من وصفه، وسنعرض فيما يأتي أبرز صفاته وأهم ما وصلنا عنه:[١]
- كان لمنبر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث درجات يصعد عليها النبي ثم يلقي كلماته التي كانت تعليمًا وتربيةً لجيل معتمد على الشريعة الإسلامية، وقد كان الصحابة آنذك يتلقون ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ويتبعون ما يأمر به، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ".[٢][٣]
- كان منبر النبي صلى الله عليه وسلم صغير الحجم وقصيرًا وبسيط الشكل.
- كان منبر النبي صلى الله عليه وسلم مصنوعًا من الخشب.
- كان النبي صلى الله عليه ويسلم يلقي خطبته وهو على الدرجة الثانية، وكان يجلس على الدرجة الثالثة.
- كانت المسافة التي بين الحائط والمنبر تقدر بممر شاة فقط.
- كان المنبر لا يقطع صفًّا من صفوف المصلين، ولا يؤذي أحدًا في المسجد.
- لم يكن منبر النبي صلى الله عليه وسلم يحتوي على أي زخارف أو نقوش.
- لم يكلف صنع المنبر مبالغ كبيرة وزائدة عن الحد، لذلك يجب الاقتداء برسول صلى الله عليه وسلم والحرص على أن تكون منابر مساجد المسلمين في هذا الوقت على نحو غير مبالغ به في التكلفة والشكل.
السبب في بناء منبر النبي
يرجع السبب في بناء منبر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكثير من الأمور، وأهمها أن الحاجة صارت ملحة إلى وجود منبر؛ بسبب تواجد وفود كثيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر يتطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الوقوف كي يعلمهم أمور الدين، وقد أصبح الوقوف شاقًّا على النبي صلى الله عليه وسلم خصوصًا عندما كبر في العمر، مما استعدى وجود شيء ما يجلس عليه النبي صلى الله عليه وسلم من أجل إلقاء الخطب، ومن أجل تعليم الناس أمور الدين، فكان ذلك الشي هو المنبر، وقد قال جابر بن عبد الله: "أنَّ امْرَأَةً قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ ألَا أجْعَلُ لكَ شيئًا تَقْعُدُ عليه، فإنَّ لي غُلَامًا نَجَّارًا؟ قالَ: إنْ شِئْتِ فَعَمِلَتِ المِنْبَرَ".[٤][٥]
المراجع
- ↑ " صفة منبر النبي صلى الله عليه وسلم"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:31
- ↑ " قبسات زكية حول منبر خير البرية"، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 449، صحيح.
- ↑ " المنابر في الإسلام .. الأصالة والإبداع "، قصة الإسلام. بتصرّف.