إن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا خاصًّا به ليختم به الرسائل التي يكتبها إلى العجم؛ لأن العجم لا تقبل أن تأخذ الكتاب إلا إذا كان مختومًا، لذلك أراد صلى الله عليه وسلم تخصيص ختم له، وقد روى أنس مالك رضى الله عنه قال: "لمَّا أرادَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أن يَكتُبَ إلى العجَمِ قيلَ لَه: إنَّ العجَمَ لا يقبلونَ إلَّا كتابًا عليْهِ خاتمٌ فاصطنعَ خاتَمًا، قال: فَكأنِّي أنظرُ إلى بياضِهِ في كفِّهِ".[١]
صفات خاتم الرسول
لا بد لكل مسلم مهتم بمعرفة صفات النبي صلى الله عليه أن يطلع على صفات خاتمه، وفيما يلي ذكر لما ورد من هذه الصفات:[٢]
- كان مصنوعًا من الفضة، حتى فص الخاتم مصنوع من الفضة أيضًا.
- كان منقوشًا على الخاتم "محمد رسول الله" من الأسفل إلى الأعلى مرتبة ترتيبًا عموديًّا؛ كل كلمة على حدة، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم نقش في الأعلى لفظ الجلالة الله، وبذلك جعل اسمه في الأسفل كي لا يعلو على اسم الله، كما تؤكد بعض الروايات على أن كتابة الكلمات كانت من الأعلى إلى الأسفل وليس بالعكس، وإنما ما وصل من روايات كان قصده أن الحروف كانت منقوشة بشكل مقلوب ومعكوس مثل صورة المرآة لكي تكون صحيحة عند الختم.[٣]
- كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يلبس الخاتم في إصبعه يجعل فص الخاتم إلى جهة كفه.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلبس الخاتم في يده اليمنى، فقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه في ذلك: "كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتختمُ في يمينِهِ"،[٤] كما وردت روايات عن لبس النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم في يده اليسرى أيضًا، فقد قال أنس بن مالك: "كانَ خَاتَمُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في هذِه، وَأَشَارَ إلى الخِنْصِرِ مِن يَدِهِ اليُسْرَى".[٥]
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس الخاتم في إصبعه الخنصر، وكان السبب في لبسه بهذا الإصبع هو أنه أبعد ما يمكن عن ما يلمسه الإنسان، فلا يعيق الخاتم أي حركة باليد.
حكم لبس خاتم فضة عليه نقش خاتم الرسول
من الجائز للإنسان المسلم أن يرتدي خاتم فضة نقش عليه خاتم الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس هذا الخاتم في عصره كي لا يلتبس الأمر، فعندما زال السبب للنهي أصبح الأمر جائزًا، ويدل على ذلك ما رواه عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتَّخَذَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِن ذَهَب ثُمَّ أَلْقَاهُ ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِن وَرِقٍ وَنَقَشَ فيه مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ، وَقالَ: لا يَنْقُشْ أَحَدٌ علَى نَقْشِ خَاتَمِي هذا وَكانَ إذَا لَبِسَهُ جَعَلَ فَصَّهُ ممَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ وَهو الذي سَقَطَ مِن مُعَيْقِيبٍ في بئْرِ أَرِيسٍ"،[٦] وسبب هذا النهي هو عدم حدوث لبس في رسائل الرسول؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم الخاتم من أجل الختم على كتب الملوك العجم وغيرهم، فإذا نقش أحد بنقش مثله تداخلت الأمور ببعضها وحصلت المفسدة واللبس، ويظهر من ذلك شخصية الرسول الحكيمة والمرجحة للمصلحة العامة حتى في أبسط الأمور والتفاصيل.[٧]
أين ذهب خاتم الرسول بعد وفاته؟
بعد أن توفي الرسول صلى الله عليه وسلم انتقل لبس خاتمه إلى الخلفاء الراشدين من بعده، فأخذه بعد وفاته أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم انتقل إلى عمر بن الخطاب، وبعد ذلك لعثمان بن عفان رضوان الله عليهم، وبقي مع عثمان بن عفان إلى أن وقع منه الخاتم في بئر أريس، وهذا البئر موجود بالقرب من مسجد قباء.[٨]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2718.
- ↑ "خاتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ " كيف كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ؟"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:80، حسن.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2095 .
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:2091، صحيح.
- ↑ " حكم لبس خاتم فضة عليه نقش خاتم رسول الله "، إسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ " الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية . بتصرّف.