كان عبد المطّلب هاشم بن عبد مناف سيِّدًا من سادات قريش وزعمائها، وهو جدّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وكان يُكنّى بأبي نضلة أو شيبة الحمد، وقيل إنّ سبب ذلك لوجود شيبةٍ في رأسه حين ولد،[١] وقيل سًمي بذلك؛ تفاؤلًا؛ ليطول عمره، وكان يرأس في قومه سقاية وضيافة الحجيج، وعُرف بكرمه وسماحته وسخائه؛ حتى لُقّب بالفيض والفيّاض، ومطعم الطير، وكانت له أفضالٌ كثيرةٌ على قريش، ومنها إعادة حفره لبئر زمزم بعد أن طُمرت مع الزمن،[٢] وتأتي كتب التاريخ والسير عند الحديث عن عبد المطلب على ذكر نذرٍ له، وفيما يأتي بيانٌ لهذا لقصة هذه النذر.


نذر عبد المطلب بن هاشم

تذكر كتب التاريخ والسّير أنّ عبد المطلب أراد ورغب في أن يكون له أبناءٌ كثرٌ من الذكر؛ فنذر لله -سبحانه وتعالى- إن هو رُزق بعشرةٍ من الأبناء الذكور؛ فإنّه سيذبح أحدهم قربانًا، ولمّا أتمّ الله -تعالى- لعبد المطّلب عشرة أبناءٍ ذكور، أراد أن يفي بنذره ويؤدّيه، ويذكر ابن كثير أنّ عبد المطّلب حين أراد الوفاء بنذره أجرى قرعةً بين أبنائه العشرة؛ ليعرف أيهم سيذبح، ووقعت القرعة على ابنه عبد الله -والد النبيّ عليه الصلاة والسلام-، وكان أصغر أبناء عبد المطلب وأحبّهم له.[٣]


وبعد أن خرجت القرعة على عبد الله، أمسك به عبد المطّلب وهمّ بذبحه؛ فمنعه قومه وأخبروه أنّ في الحجاز عرَّافة، فسألوه أن يذهب إليها، وأخبرته العرافة حين ذهب إليها أن يقرع بين ابنه عبد الله وعشرٍ من الإبل، ويستمر في القرعة حتى تقع على الإبل، وأن يزيد على عدد الإبل عشرةً في كلّ مرَّةٍ تقع القرعة فيها على عبد الله، فاستمر عبد المطلب يقترع بين الإبل وعبد الله، حتى وصل عدد الإبل إلى مئةٍ، وعندها وقعت القرعة على الإبل؛ فذبح مئةٍ من الإبل بدل ابنه عبد الله.[٤]


أبناء عبد المطلب

تذكر الروايات أنّه قد كان لعبد المطّلب عشرةً من الأبناء الذكور، وستًّا من الإناث،[٥] وفيما يأتي تعريفٌ بأسمائهم.


أبناؤه من الذكور

جاءت بعض كتب الأنساب على ذكر أسماء أبناء عبد المطّلب من الذكور عند الحديث عن نسب عبد المطّلب، وأبناؤه من الذكور هم:[٥]

  • الحارث بن عبد المطّلب، وهو أكبر أبنائه.
  • الزبير بن عبد المطّلب.
  • عبد مناف بن عبد المطّلب، وهو أبو طالب.
  • حمزة بن عبد المطّلب.
  • العباس بن عبد المطلب.
  • أبو لهب بن عبد المطّلب، واسمه عبد العُزى.
  • ضرار بن عبد المطّلب.
  • حجل بن عبد المطّلب، وسُمّي بالغيداق؛ لسماحته وإغداقه بالخير على الناس.
  • المثقوم بن عبد المطّلب.
  • عبد الله بن عبد المطّلب، وهو أصغر أبنائه، ووالد النبيّ -عليه الصلاة والسلام.


أبناؤه من الإناث

كان لعبد المطّلب ستٌّ من البنات، وهنّ:[٥]

  • عاتكة بنت عبد المطلب.
  • أميمة بنت عبد المطلب.
  • البيضاء بنت عبد المطلب، وكنيتها أم حكيم.
  • برَّة بنت عبد المطلب.
  • صفيَّة بنت عبد المطلب.
  • أروى بنت عبد المطلب.


دور عبد المطلب في نشأة النبيّ عليه السلام

ولد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يتيمًا؛ لأنّ أباه عبد الله توفِّي قبل ولادته، وحين بُشّر جدّه بولادته؛ فرح فرحًا شديدًا، وعبد المطّلب هو من سمّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ولم يكن اسم محمّد شائعًا عندهم، إلّا أنّ عبد المطّلب اختار للنبيّ هذا الاسم؛ رجاء أن يُحمد ذكر النبي بين الناس،[٦] وبعد أن فقد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أمّه صغيرًا، كفله جدّه عبد المطّلب؛ فرعاه وأحبّه كما أحبّ أولاده وأكثر؛ فكان يقرّبه منه، ويجلسه في مجلسه، ويصحبه معه، وبقي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في كفالة جدّه إلى أن توفّاه الله -تعالى-.[٧]


المراجع

  1. البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 64. بتصرّف.
  2. محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين، صفحة 323. بتصرّف.
  3. سعد المرصفي، الجامع الصحيح للسيرة النبوية، صفحة 444. بتصرّف.
  4. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 248-249. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت محمد البري، الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، صفحة 5. بتصرّف.
  6. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 175-176. بتصرّف.
  7. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 207. بتصرّف.