تزوج النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة امرأة، ورُزِق من الأبناء ذكورًا وإناثًا، لكن الإرادة الإلهية والحكمة السماوية اقتضت أن يموت أبناء النبي صلى الله عليه وسلم من الذكور وهم صغار، وهم القاسم وعبد الله اللذان أنجبتهما خديجة، وإبراهيم الذي أنجبته ماريا القبطية، لذلك فقد كان جميع أحفاد النبي من نسل بناته، وقد يظن معظم الناس أن أحفاد الرسول هم الحسين والحسن أبناء علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء فقط، ولكن الواقع أن النبي صلى الله عليه وسلم له أحفاد آخرين، بل وإن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء قد أنجبا إخوة للحسن والحسين سنتحدث عنهم وعن صفاتهم في مقالنا هذا.


صفات أحفاد الرسول

للنبي صلى الله عليه وسلم أحفاد من بناته رقية وزينب وفاطمة الزهراء، أما فاطمة الزهراء فقد تزوجت ابن عم والدها وربيبه علي بن أبي طالب وأنجبت منه، كما أن ابنته زينب هي زوجة أبي العاص بن ربيع، ورقية زوجة الصحابي الجليل عثمان بن عفان، وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم أحفاد من الذكور والإناث ثبت عنه حبه لهم وتعلقه الشديد بهم، وفيما يأتي ذكر لهم:[١]


الحسن بن علي

وهو ابن علي بن أبي طالب من أمه فاطمة الزهراء، وقد عُرف الحسن بشبهه الكبير بجده رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان لونه أبيض فيه حمرة، وكانت عيناه دعجاوين، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه الحسين بأنهما ريحانتاه في الدنيا، كما دعا لهما ولمن يحبهما، وبعد وفاة أبيه تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية بن سفيان، بعدما أجمع المسلمون على الحسن؛ وذلك لوقف الفتنة بين المسلمين، وقد كان له كثير من الأولاد والبنات، وتوفي وعمره سبعة وأربعون عامًا وقيل ثمانية وأربعون، وقد قيل إنه توفي بتأثير من السم ودُفن في البقيع.[٢][٣]


الحسين بن علي

وهو ابن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخوه الحسن، وهما سيدا شباب أهل الجنة كما وصفهما النبي، وقد استشهد الحسين إثر خروجه للعراق بعدما بايعه أهلها واستنصروه بالرسائل والكتب، وكان معاوية بن أبي سفيان قد توفي وتولى الخلافة ابنه يزيد، وحين خرج لقيه ابن زياد وكان الحسين قد رفض الاستسلام ولم يطلب القتال، إلا أنهم قد قتلوه مع اثنين وثمانين رجلًا كانوا معه ومنهم أبناؤه وإخوته وأبناء أخيه الحسن، وقد قُطع رأسه بعد موته، والمتفق أنه مات يوم عاشوراء في عام 62 من الهجرة أي بعد أخيه الحسن بسبعة عشر عامًا، وكان عمره ثمانٍ وخمسين سنة.[٤][٥]


زينب بنت علي

وهي ابنة علي وفاطمة، وقيل إنها شهدت حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر، وعُرفت بجزالة عقلها وفهمها.[٦]


أم كلثوم بنت علي

وهي أيضًا بنت علي وفاطمة، وقد رأت النبي صلى الله عليه وسلم في طفولتها إذ إنها ولدت في السنة السادسة للهجرة، وتزوجها عمر بن الخطاب، وحين مات تزوجت ابن عمها عون بن جعفر، ثم توفي عنها كذلك، فتزوجت محمد بن جعفر فمات وهي عنده كذلك، وتزوجت لاحقًا بعبد الله بن جعفر فماتت وهي عنده.[٧]


أمامة بنت أبي العاص

وهي ابنة أبي العاص بن الربيع وزينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وروي أنها عاشت طفولتها في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان يحملها في صلاته محبةً بها، وقد تزوجت أمامة علي بن أبي طالب بعد وفاة خالتها فاطمة، وذلك بوصية من فاطمة، وبعد وفاة علي تزوجت المغيرة بن نوفل وتوفيت وهي على ذمته.[٨][٩]


عبد الله بن عثمان

وهو ابن رقية وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، وقد مات وعمره ست سنوات حين نقره ديك في عينه فورم وجهه ومرض ثم مات، وقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل أبوه عثمان بن عفان في قبره.[١٠][١١]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3991، جزء 1. بتصرّف.
  2. "مقتطفات من سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما"، الألوكة الشرعية . بتصرّف.
  3. العصامي، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، صفحة 3-103. بتصرّف.
  4. "مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما."، إسلامويب. بتصرّف.
  5. المطهر بن طاهر المقدسي،، البدء والتاريخ، صفحة 5-75. بتصرّف.
  6. "زينب بنت علي"، إسلام ويب. بتصرّف.
  7. "أم كلثوم "، إسلام ويب. بتصرّف.
  8. "أمامة بنت أبي العاص"، إسلام ويب. بتصرّف.
  9. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 8-25. بتصرّف.
  10. الغابة في معرفة الصحابة **/عبد الله بن عثمان بن عفان/i219&d117355&c&p1 "عبد الله بن عثمان بن عفان"، نداء الإيمان. بتصرّف.
  11. ابن هُبَيْرَة، الإفصاح عن معاني الصحاح، صفحة 84-7. بتصرّف.