الهجرة النبوية

أذن الله -تعالى- لنبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بالهجرة من مكة إلى المدينة، وكان هذا الإذن نقطة الفيصل بين مرحلتين أساسيتين في الدعوة الإسلامية، فلم يخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك أحداً إلّا صاحبه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، حيث ذهب -صلّى الله عليه وسلّم- إلى منزله في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر، السنة الرابعة عشرة من البعثة النبوية، محاولاً أن يتخفى من أعين المشركين، فأخبره بأمر الهجرة، فطلب أبو بكر مصاحبة نبيّ الله في هجرته، فأذن له صاحبه بذلك، فغادرا من الباب الخلفي خيفة أن يراهما أحداً من الناس،[١] وفي هذا المقال ذكر بعض تفاصيل الهجرة النبوية.


أهم الأحداث في هجرة الرسول من مكة إلى المدينة

أسباب الهجرة

كان هناك عدّة أسبابٍ دفعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الهجرة، فيما يأتي ذكر بعضها:[٢]

  • رفض أهل مكة المكرمة للإسلام.
  • تعرّض النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لابتلاءات شديدة، وأذىً حقيقي من أهل مكة.
  • تصدّي المشركين لكل من دخل بالإسلام بكل أشكال العذاب والاضطهاد.
  • تهيئة المدينة المنورة وأهلها لتقبل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ودعوته.
  • تنشئة المجتمع الإسلامي بأدق تفاصيله دون تعرضات المشركين.
  • الهجرة سنّة أساسية من سنن الأنبياء السابقين جميعهم.
  • الهجرة تحقيقٌ لعالمية الإسلام؛ وذلك ببناء أساسات الدولة الإسلامية.


صحبة أبي بكر الصديق في الهجرة

عندما أذن الله -تعالى- لنبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- بالهجرة اتجه مباشرةً إلى بيت أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-، فتروي ذلك ابنته عائشة -رضي الله عنها- فتقول: (اسْتَأْذَنَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبو بَكْرٍ في الخُرُوجِ حِينَ اشْتَدَّ عليه الأذَى، فَقالَ له: أقِمْ فَقالَ يا رَسولَ اللَّهِ أتَطْمَعُ أنْ يُؤْذَنَ لَكَ؟ فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنِّي لَأَرْجُو ذلكَ قالَتْ: فَانْتَظَرَهُ أبو بَكْرٍ، فأتَاهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ ظُهْرًا، فَنَادَاهُ فَقالَ: أخْرِجْ مَن عِنْدَكَ فَقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّما هُما ابْنَتَايَ، فَقالَ أشَعَرْتَ أنَّه قدْ أُذِنَ لي في الخُرُوجِ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ الصُّحْبَةَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الصُّحْبَةَ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، عِندِي نَاقَتَانِ، قدْ كُنْتُ أعْدَدْتُهُما لِلْخُرُوجِ، فأعْطَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إحْدَاهُما - وهي الجَدْعَاءُ - فَرَكِبَا، فَانْطَلَقَا حتَّى أتَيَا الغَارَ -وهو بثَوْرٍ- فَتَوَارَيَا فِيهِ، فَكانَ عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ غُلَامًا لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ الطُّفَيْلِ بنِ سَخْبَرَةَ، أخُو عَائِشَةَ لِأُمِّهَا، وكَانَتْ لأبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ، فَكانَ يَرُوحُ بهَا ويَغْدُو عليهم ويُصْبِحُ، فَيَدَّلِجُ إلَيْهِما ثُمَّ يَسْرَحُ، فلا يَفْطُنُ به أحَدٌ مِنَ الرِّعَاءِ، فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ معهُما يُعْقِبَانِهِ حتَّى قَدِما المَدِينَةَ، فَقُتِلَ عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ يَومَ بئْرِ مَعُونَةَ)،[٣] وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- سأل جبريل -عليه السلام-: من يهاجر معي؟ فقال: أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.[٤]


المراجع

  1. "الهجرة النبوية الشريفة"، الألوكة الشرعية، 5/11/2014، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2021. بتصرّف.
  2. أ. أحمد مصطفى عبدالحليم (7/12/2010)، "أسباب ونتائج الهجرة النبوية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4093، حديث صحيح.
  4. إبراهيم العلي، صحيح السيرة النبوية، صفحة 119. بتصرّف.