تعرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكثير من الأذى من المشركين وكفار قريش، ولقد تحمل صلى الله عليه وسلم هذا الأذى من أجل نشر الدعوة الإسلامية بين الناس، وتبليغهم رسالة الله سبحانه وتعالى، إذ صبر صلى الله عليه وسلم على هذا الأذى متأملًا من الله سبحانه وتعالى أن يهديهم لعبادته، وكان للأذى الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الكفار المشركين صور كثيرة، وفي مقالنا هذا سنتعرف على أحد تلك المواقف، وهو وضع سلا الجزور على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذ سنعرض اسم الشخص الذي وضع سلا الجزور على الرسول.


من وضع سلا الجزور على الرسول؟

تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لكثير من صور الأذى، ومن هذه الصور وضع سلا الجزور على ظهره صلى الله عليه وسلم، وذلك حين كان النبي صلى الله عليه وسلم في بداية بعثته ساجًدا، وكان حوله مجموعة من كفار قريش، فأتى عقبة بن أبي معيط بسلا الجزور؛ وهي الأوساخ التي تخرج مع الجمل الصغير عند ولادته، ووضعها على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فلم يرفع صلى الله عليه وسلم من سجوده حتى أتت السيدة فاطمة -رضي الله عنها- وأزالته عن ظهره ودعت على قريش، وما دل على هذه الحادثة هو حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "بيْنَما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِن قُرَيْشٍ، إذْ جَاءَ عُقْبَةُ بنُ أَبِي مُعَيْطٍ بسَلَا جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ علَى ظَهْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فأخَذَتْهُ عن ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ علَى مَن صَنَعَ ذلكَ، فَقالَ: اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ المَلأَ مِن قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَشيبَةَ بنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ، أَوْ أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ شُعْبَةُ الشَّاكُّ".[١][٢]


عقبة بن أبي معيط وعلاقته بالرسول

كان عقبة بن أبي معيط من أشراف قريش وسادتها، وكان صديق النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، إذ إنه كان يجلس مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويتحدث معه، وعندما بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يؤمن به منذ بداية دعوته صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من عدم إيمان عقبة بن أبي معيط بدعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يقطع التواصل معه، كما أنه لم يؤذه كباقي كفار قريش، وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم حريصًا كل الحرص على هداية عقبة بن أبي معيط إلى الإسلام إلى أن أسلم، وعندها غضب منه صديقه أبيّ بن خلف وقاطعه إلى أن عاد إلى الكفر من جديد، وعندها لم يكتف عقبة بالكفر بل بات يلحق الأذى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من صور الأذى الذي ألحقه بالنبي صلى الله عليه وسلم هو وضع سلا الجزور على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.[٢][٣]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم: 1794، صحيح.
  2. ^ أ ب "الناكصون على أعقابهم (3)"، الألوكة. بتصرّف.
  3. " بين رسول الله وعقبة بن أبي معيط "، قصة الإسلام. بتصرّف.