غزوة العُشيرة

غزو العشيرة هي الغزوة الثالثة التي غزاها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته إلى المدينة المنورة،[١] حيث كان حدوثها بعد غزوتي الأبواء وبواط، وقبل غزوة بدر الكبرى، ويقال عنها غزوة العُسيرة، بالسين، والعُشير والعُسير، والعُشيراء والعُسيراء.[٢][٣]


موضع الغزوة وتاريخها

ذو العشيرة هو موضع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة من ناحية بطن ينبع،[٤] وقد سميت الغزوة بهذا الاسم نسبة لهذا المكان، حيث انتظر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المسلمين المشركين في هذا المكان، وكان ذلك في أثناء شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة، حيث ذكرت كتب السير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج لهذه الغزوة في أواخر جمادى الأولى، وأقام في العشيرة لنهاية الشهر، وبقي فيها عدة ليالي من شهر جمادى الآخرة، ثم رجع إلى المدينة المنورة.[٥][١]


سبب الغزوة

كان سبب الغزوة هو اعتراض النبي -صلى الله عليه وسلم- قافلة عظيمة لقريش ذاهبة إلى بلاد الشام، فقد سمع -عليه الصلاة والسلام- أن قريش قد خرجت بأعظم قافلة لها جمعت جميع أموالهم فيها، وكان يرأس القافلة أبو سفيان، وذلك قبل إسلامه، ومعه بضعة وعشرون رجلاً.[٦][٧]


أحداث الغزوة

عندما سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بخبر خروج قافلة قريش العظيمة تجهّز -عليه الصلاة والسلام-، فخرج من المدينة المنورة ومعه مائة وخمسون من الصحابة المهاجرين -رضي الله عنهم- وقيل مائتان، واستخلف على المدينة المنورة أبا سلمة بن عبد الأسد، وحمل اللواء عمه حمزة بن عبد المطلب، فلما وصل العشيرة لم يلق أحداً، وعلم أن القافلة قد مضت وسارت إلى بلاد الشام قبل أيام، فبقي -عليه الصلاة والسلام- في العشيرة عدة أيام، ثم رجع إلى المدينة المنورة، ومما تجدر الإشارة إليه أمرين:[٨][٩]

  • عقد النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء هذه الفترة تحالفاً مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة، حيث وقع التصالح فيما بينهم بعدم الاعتداء ومحاربة الإسلام.
  • أن هذه القافلة هي ذات القافلة التي كانت سبباً في غزوة بدر الكبرى، حيث إنه -عليه الصلاة والسلام- رجع إلى المدينة منتظراً رجوع القافلة من الشام لاعتراضها، فلما رجعت القافلة حدثت وقعة بدر.


نتائج الغزوة

عاد النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذه الغزوة دون حدوث قتال، لعدم ملاقاة القافلة، إلا أنه كان لهذا أثرٌ في إلقاء الرعب والخوف في قلوب المشركين، وقد تحالف مع القبائل التي على الطريق التجاري بين مكة والشام، وهذا فيه ضربةٌ لنشاط قريش التجاري وإضعافها، وقطع علاقتها مع هذه القبائل، والاستجارة والاحتماء بهم، وهذه إدارة رشيدة وسياسة حكيمة من النبي -صلى الله عليه وسلم-، مما يؤثر على الجيش الإسلامي من حيث قوته وسمعته، وتدريبه على الصبر والتحمّل، والجهاد في سبيل الله -تعالى- نفسياً وجسدياً.[١٠][١١]


المراجع

  1. ^ أ ب موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 297. بتصرّف.
  2. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 246. بتصرّف.
  3. بدر الدين العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، صفحة 73. بتصرّف.
  4. أبو الحسن الندوي، السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي، صفحة 647. بتصرّف.
  5. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 180. بتصرّف.
  6. محمد الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 94. بتصرّف.
  7. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 118. بتصرّف.
  8. السيد الجميلي، غزوات النبي، صفحة 24-225. بتصرّف.
  9. حسن بن محمد المشاط، إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 101. بتصرّف.
  10. "غزوة العُشَيْرَة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/11/2022. بتصرّف.
  11. محمد شيت خطاب، الرسول القائد، صفحة 90. بتصرّف.