ما هي صفة نوم الرسول؟

وقت نوم الرسول

أُثر عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه كان ينام بعد صلاة العشاء مباشرةً، ثمَّ يقوم عند بدء النصف الثاني من الليل فيُحيي الثلث منه، ثمَّ ينام في السُدُس الباقي من الليل، كما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ينام وقت القيلولة، وقد وصف ابن القيم -رحمه الله تعالى- هذا النظام من النوم بأنَّه الأنفع للبدن والأعضاء، والأقوى للجسد، وعن سهل بن سعد -رحمه الله- قال: "كما كنا نقيل ولا نتغدى إلّا بعد الجمعة"،^[١] وفي هذا المقال ذكر صفة نوم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.

صفة نوم رسول الله

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، ويحثّ على الالتزام بسنن النوم وآدابه، وفيما يأتي ذكر صفة نوم الرسول -عليه الصلاة والسلام-:^[٢]

• الوضوء قبل النوم: فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فتوضأْ وضوءَك للصلاةِ).^[٣]
• نفض الفراش قبل الاضطجاع عليه، وتسمية الله -تعالى-: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إلى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، فَلْيَنْفُضْ بهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فإنَّه لا يَعْلَمُ ما خَلَفَهُ بَعْدَهُ علَى فِرَاشِهِ).^[٤]
• الاستلقاء على الجانب الأيمن، والنهي عن النوم على البطن: وذلك لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ، فَلْيَضْطَجِعْ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ).^[٤]
• الدعاء بذكر النوم: فقد ورد عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه كان يدعو عند الاضطجاع إلى النوم: (اللَّهُمَّ رَبِّي بكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بما تَحْفَظُ به عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ).^[٤]
• جمع الكفَّينِ، وقراءة المُعوِّذات مع النَّفْث والمسح على الجسد ثلاثاً: حيث روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان إذا أراد النوم؛ جمع كفَّيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس، ثمَّ يمسح بهما ما استطاع مِن جسده، فيبدأ من رأسه، فباقي جسده، وكان -عليه الصلاة والسلام- يفعل ذلك ثلاث مرات.
• وضع اليد اليمنى تحت خده: فقد روى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- ذلك، فقال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ باسْمِكَ أمُوتُ وأَحْيا).^[٥][٦]
• قراءة آية الكرسي عند النوم.
• تكبير الله -تعالى-، وتسبيحه وحمده قبل النوم.
• إطفاء النار عند النوم.

صفة فراش الرسول

ذُكر أنَّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتغطّى باللحاف، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (لا تُؤْذِينِي في عَائِشَةَ، فإنَّه واللَّهِ ما نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وأَنَا في لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غيرِهَا)،^[٧] وقد كان فراشه -صلّى الله عليه وسلّم- من الجلد المدبوغ والمحشو بالليف كما وسادته، وقد وصفت أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنه- فراش زوجها فقالت: "مسحًا نثنيه ثنيتين فينام عليه"، فكان -صلّى الله عليه وسلّم- لا يُحبّ الراحة في النوم حتى لا يغلبه فتفوته صلاة الليل.^[٨]