النبي محمد

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف،[١] وكان ميلاده في عام الفيل، ومات والده قبل أن يولد، فعاش يتيماً تحت رعاية جده عبد المطلب، وماتت أمه وهو في سن السادسة من عمره -صلى الله عليه وسلم-،[٢] وهو النبي المبعوث رحمة للعالمين نقتدي بهديه وبفعله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولذلك سيطرح هذا المقال أوصاف لباس النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يستخلص القارئ هديه في لباسه، وأنواع لباسه التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية ومقاصدها، فقد أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بلبس أجمل الثياب ضمن ضوابط شرعية وهي معلومة معروفة، قال الله تعالى: {يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم وَريشًا وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ}.[٣]


صفات لباس النبي

ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم ثياب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فخاطبه جلَّ في عُلاه وهو لابسٌ ثوبه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا *نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}،[٤] وخاطبه في سورة المدَّثِّر -جلَّ في عُلاه-، قائلًا: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}،[٥] فقد نال سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- شرف الملاطفة، فيما كان يلبسه من مرط أو إزارأو قميص، وقد أمره الله -سبحانه وتعالى- أن يطهَّر ثيابه، وأن ويكون أنيقاً في شكله ظاهراً وباطناً، وسيطرح هذا المقال بعضًا من أنواع لباس النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته.[٦]


لباسه القميص

وهو عبارة عن ثوب يلبس في الجزء العلوي من جسم الإنسان، ويُلبس من الداخل ويصنع غالباً من القطن، وهو من الألبسة المحببة للنبي -صلى الله عليه وسلم- لما ورد ذكره عن أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها-، قالت: (كانَ أحبَّ الثِّيابِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ القَميصُ)،[٧] حيث ورد عن الصحابة بوصفهم لقميص النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنَّه كان يصلُ إلى حد الرسغ، وطول القميص إلى نصف الساق، ولون قميصه أبيض، ولا يصل إلى الكعبين، لأنَّ القميص أيضاً أستر من الإزار والرداء.[٨]


لباسه للعمامة

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يلبس العمامة على رأسه، وهي من الألبسة المشهورة والمعروفة عند العرب قديماً، حيث كانت تسمى "بتيجان العرب"، وقد ذكرت الكثير من الأحاديث لباس النبي -صلى الله عليه وسلم- للعمامة بطريقة خاصة حيث إنَّه كان يلفها ثمَّ يجعل منها جزءاً بين كتفيه بشكل مرخيّ، ولبس -عليه الصلاة والسلام- عدّة أنواع من العمائم، منها العمامة السوداء، وجاء في حديث جابر بن عبد الله: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَعليه عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ)،[٩] وكانت عمامته أيضاً ليست بالكبيرة، حتى لا يتأذى منها رأسه الشريف -صلّى الله عليه وسلّم- وليست بالصغيرة التي تمنع وقاية رأسه الشريف من شدّة الحر، أو شدّة البرد، بل كانت بين ذاك وذاك متوسطة الحجم.[١٠]


لباسه الإزار

وأما الإزار فهو ثوبٌ يكون حول النصف الأسفل من البدن، وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يلبس الإزار، كونه لباس فضفاض يرتاح فيه -عليه الصلاة والسلام-، حتى ذكر بعضهم أنَّه كان يعتكف وهو يلبس الإزار.[٨]


لباسه الجُبَّة

والجُبَّة عبارة عن رداء مفتوح الصدر إلى الذيل، بمعنى آخر هو ثوب سابغ، واسع الكمين، مشقوق المقدم، يلبس فوق الثياب، وسمي جُبة، لأنَّه يُشقُّ من الأمام، وفي الوقت الحاضر يمسى بالفروة، كونها تغطى من الداخل بالفرو، فهي لباس كامل لا يحتاح المرء للبس شيء فوقه، وقد صلّى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يوماً بالصحابة فيها.[١١]


لباس الخميصة

وهي عبارة عن لباس من اللون الأسود، شكله مثل شكل المربع، وتتميّز الخميصة بأنَّ لها علامان، (عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلاَمٌ، فَقَالَ: شَغَلَتْنِي أَعْلاَمُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةٍ).[١٢][١٣]


لباسه الحُلَّة

وهي عبارة عن إزار ورداء يكونا من ذات الجنس، وقالوا يُسمى بالحُلّة في حال كون الرداء جديدًا، وقال بعضهم: لا يسمى الثوبان حُلة حتى يُلبس أحدهما فوق الآخر، حيث إنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يلبس حُلة من اللون الأحمر، وقد رآه كثير من الصحابة يلبس الحُلة اليمانية.[١٤]


لباسه للعباءة

رأى أنس بن مالك - رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يلبس الكساء مئتزراً به، وفي حديث يزيد بن شريك: (فَأَلْبَسَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحْتُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَالَ: قُمْ يَا نَوْمَانُ).[١٥]

المراجع

  1. محمد رضا، كتاب محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 7. بتصرّف.
  2. إسلام ويب (03/12/2017)، "ميلاد النبي اليتيم صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  3. سورة الأعراف ، آية:26
  4. سورة المزمل، آية:1-4
  5. سورة المدثر ، آية:1-4
  6. القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 32. بتصرّف.
  7. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن أم سلمة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1762، حديث صحيح.
  8. ^ أ ب محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية، صفحة 55. بتصرّف.
  9. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1358، حديث صحيح.
  10. ابن القيم الجوزية، زاد المعاد، صفحة 218. بتصرّف.
  11. محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، صحيح البخاري، صفحة 144- 153. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:752، حديث صحيح.
  13. محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، صحيح البخاري، صفحة 150. بتصرّف.
  14. محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، صحيح البخاري، صفحة 153. بتصرّف.
  15. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن يزيد بن شريك التيمي ، الصفحة أو الرقم:1788 ، حديث صحيح.