بيعتا العقبة الأولى والثانية

حدثت بيعتا العقبة الأولى والثانية بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأنصار من أهل المدينة، وابتدأ الأمر بعد إعلان الدعوة إلى الإسلام، حيث كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة يلتقي بقبائل العرب في مواسم الحج ويدعوهم إلى الإسلام، فالتقى بأشخاص من قبيلتي الأوس والخزرج ودعاهم إلى الإسلام، قبلوا دعوته وأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة ودعوا قومهم إلى الإسلام، فأسلم منهم كثيرون، وعاد إلى مكة في السنة الثانية عشرة للبعثة اثنا عشر رجلاً ممن أسلموا منهم، فبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الأولى، وسميت بذلك لأنها حدثت في مكان يسمى العقبة بالقرب من مِنَى، ثم أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير -رضي الله عنه- مع الأنصار إلى المدينة، كي يُقرّأهم القرآن ويعلّمهم الإسلام، فانتشر الإسلام فيها، ثم عاد في السنة الثالثة عشرة للبعثة بضعٌ وسبعون شخصاً، وبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الثانية.[١]


كم عدد نقباء بيعة العقبة؟

  • لم يكن في بيعة العقبة الأولى نُقباء، بسبب قلة عدد المبايعين، وطبيعة البيعة التي لم تكن شروطها صعبة، فلم يكن من بنودها النُّصرة والتضحية والفداء، وقد سُميت ببيعة النساء.[٢]
  • وإنما كان النقباء في بيعة العقبة الثانية، وكان عددهم اثني عشرنقيباً، حيث اجتمع الأنصار بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فبيَّن لهم العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- خطورة ما هم مُقبلون عليه، والمسؤولية الكبرى التي سيتحملونها، في وجوب نُصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والدفاع عنه وحمايته، ثم تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- ووضح لهم بنود البيعة، التي تتمثل في السمع والطاعة في النشاط والكسل، والإنفاق في العسر واليسر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقول الحق والقيام بأمر الله بلا خوف من أحد، ونُصرته -صلى الله عليه وسلم- والاستعداد للتضحية بالنفس والمال من أجل حمايته، وقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُبايِعُكم على أنْ تمنَعوني ممَّا تمنَعونَ منه أنفسَكم ونساءَكم وأبناءَكم)،[٣] فأخذ البراء بن معرور -رضي الله عنه- بيد النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له: (نَعم والَّذي بعَثك بالحقِّ فنحنُ واللهِ أهلُ الحربِ ورِثْناها كابرًا عن كابرٍ).[٣][٤]
  • ثم مدَّ بقية الرجال أيديهم وبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- مصافحةً، وبايعه النساء بدون مصافحة، وبعد أن بايع الأنصارُ جميعاً النبي -صلى الله عليه وسلم-، طلب منهم أن يختاروا منهم اثني عشر نقيباً، ليكونوا مسؤولين عن التزام قومهم ببنود البيعة وتنفيذها، فتم اختيار النقباء الاثني عشر في الحال، وكانوا تسعة رجال من الخزرج، وثلاثة من الأوس.[٥]


أسماء النقباء الاثني عشر

وهذه أسماء النقباء الذين تم اختيارهم من الأنصار -رضي الله عنهم-، وأول تسعة منهم من الخزرج، والثلاثة الآخرون من الأوس، وهي كالتالي:[٦]

  • أسعد بن زرارة بن عدس.
  • سعد بن الربيع بن عمرو.
  • عبد الله بن رواحة بن ثعلبة.
  • رافع بن مالك بن العجلان.
  • البراء بن معرور بن صخر.
  • عبد الله بن عمرو بن حرام.
  • عبادة بن الصامت بن قيس.
  • سعد بن عبادة بن دليم.
  • المنذر بن عمرو بن خنيس.
  • أسيد بن حضير بن سماك.
  • سعد بن خيثمة بن الحارث.
  • رفاعة بن عبد المنذر بن زبير.

المراجع

  1. محمد رضا، محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 150-151. بتصرّف.
  2. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن كعب بن مالك وغيره، الصفحة أو الرقم:7011 ، أخرجه في صحيحه.
  4. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 134-135. بتصرّف.
  5. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 168. بتصرّف.
  6. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 137. بتصرّف.