تعدد زواج الرسول

تعود الحكمة من تعدد زواج النبي -عليه الصلاة والسلام- لأكثر من أربع زوجات إلى أسباب وحكم كثيرة أولها؛ تبليغ الدعوة ونشر الإسلام على نطاق أوسع ونقل مختلف الأقوال والأفعال التشريعية التي وردت عن النبي من قبل زوجاته،[١] ومن الحكم كذلك توطيد العلاقات بينه وبين القبائل المختلفة وزيادة الألفة بينهم،[٢] كما كان زواج النبي -صلى الله عليه وسلّم- من إحدى زوجاته لحكمة تشريعية،[٣] وبهذا فإنَّ إجازة الله -سبحانه وتعالى- لنبيه بتعدد زواجه بأكثر من أربع نسوة كان لحكم بالغة ومختلفة الأهمية، وليس كما يعتقد البعض بأنَّه دافع شهواني أو لمصلحة معينة.[١]


كم عدد زوجات الرسول؟

إنَّ عدد زوجات النبي -عليه الصلاة والسلام- هو إحدى عشرة زوجة، توفيت اثنتان في حياته،[٤] وهنّ خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وزينب بنت خزيمة التي توفيت بعد زواجها بشهرين أو ثلاثة أشهر،[٥] أما من توفي عنهنّ فعددهنّ تسع زوجات.[٤]


أسماء زوجات الرسول

خديجة بنت خويلد

أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية -رضي الله عنها-، وهي أولى زوجاته، ولدت وتوفيت بمكة، تكبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بخمس عشرة سنة،[٥] وكانت صاحبة عفة وشرف وجاه ومال، فكانت تعمل بالتجارة ولها مكانتها في مكة وقوافلها لا تنقطع،[٦] وكانت ترسل رجالًا للعمل معها مضاربة، فخرج لها الرسول في تجارة، وأعجبت بما فيه من صفات حميدة، فتزوجها -صلى الله عليه وسلّم- قبل النبوة وكان عمرها أربعين عامًا، وهي أم كل أولاده ما عدا إبراهيم، وتوفيت قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى بعد وفاتها بمدة، فقد حزن عليها حزنًا شديدًا.[٤]


عائشة بنت أبي بكر الصديق

عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، وهي التي لم يتزوج بكرًا غيرها، ومن أحب الناس إليه،[٧] فروي عن عمرو بن العاص: (فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا)،[٨] تزوجها النبي وهي في عمر ست سنوات ودخل بها في عمر تسع سنوات،[٤] وكانت من أفقه نساء المسلمين، وأعلمهنّ بالدين والأدب، وأكثرهنّ رواية للحديث عن النبي.[٥]


حفصة بنت عمر بن الخطاب

حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، كانت زوجة خنيس بن حذافة السهمي أسلما معًا وهاجرت إلى المدينة مع زوجها وتوفي هناك، فخطبها النبي -صلى الله عليه وسلّم-،[٥] وتوفيت سنة واحد وأربعين للهجرة.[٤]


سودة بنت زمعة القرشية

سودة بنت زمعة القرشية، تزوجها -صلى الله عليه وسلّم- بعد وفاة خديجة -رضي الله عنها-، وقد كانت زوجة للسكران بن عمرو في الجاهلية ثمَّ أسلمت وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها، وفي عودتهم توفي زوجها، وأهلها كانوا من المشركين فخافت أن تعود لهم بدون معيل يحميها منهم، فتزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام-، وكانت أكبر منه بخمس سنوات.[٣]


زينب بنت خزيمة

زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر -رضي الله عنها-،[٤] كانت تلقب بأم المساكين لمساعدتها للمساكين وإطعامها لهم، قبل زواجها من الرسول كانت زوجة لعبد الله بن جحش الذي استشهد في غزوة أحد،[٥] لكنها توفيت بعد زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بها بشهرين فلم تلبث كثيرًا معه.[٤]


أم سلمة

أم سلمة هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية -رضي الله عنها-، وهي من الذين أسلموا قديمًا، كانت زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد بن المغيرة، هاجرا إلى الحبشة ثم عادا إلى مكة وهاجرا إلى المدينة، وبعد وفاة أبي سلمة تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلّم-،[٥] توفيت سنة إحدى وستين.[٤]


زينب بنت جحش

زينب بنت جحش الأسدية -رضي الله عنها-، وهي التي أُنزل بها قوله تعالى:{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}،[٩] فقد كانت زوجة للصحابي زيد بن حارثة -رضي الله عنه- الذي تبناه النبي، وبعد طلاقها منه تزوجها -عليه الصلاة والسلام- لحكمة تشريعية وهي إبطال حكم التبني في الإسلام.[٣]


جويرية بنت الحارث

جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار -رضي الله عنها-، وهي من سبايا بني المصطلق وسبيت إلى الأنصاري ثابت بن قيس، ثم أدّى عنها النبي كتابتها وتزوجها بعد أن أسلمت.[٥]


صفية بنت حيي بن أخطب

صفية بنت حيي بن أخطب -رضي الله عنها-، والدها سيد بني النضير وهم من سلالة الأنبياء هارون وموسى -عليهما السلام-، وهي من سبايا خيبر، فأعتقها النبي وأسلمت وتزوجها.[٥]


أم حبيبة

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية -رضي الله عنها-، كانت من ذوي الرأي والحصافة،[٥] تزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام- وهي في الحبشة، وتوفيت سنة أربع وأربعين.[٤]


ميمونة بنت الحارث

ميمونة بنت الحارث الهلالية -رضي الله عنها-، وهي آخر زوجاته -صلى الله عليه وسلّم-، وآخر من توفي منهنّ.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب إسلام ويب (30/12/2001)، "الحكم البالغة في تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2021. بتصرّف.
  2. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (20/11/2008)، "الحكمة من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من أربع نساء"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أ. د. مصطفى مسلم (23/10/2018)، "الحكمة من تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم "، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ عبد الله بن عبد العزيز العقيل (18/3/2008)، "عدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأولاده "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر الدكتور راغب السرجاني (22/1/2020)، "زوجات الرسول"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2021. بتصرّف.
  6. أحمد زكي يماني، دار السيدة خديجة بنت خويلد في مكة المكرمة، صفحة 13. بتصرّف.
  7. الشيخ محمد أبو عجيلة أحمد عبدالله (24/5/2009)، "عائشة رضي الله عنها"، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 9/5/2021. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:3662، (حديث صحيح).
  9. سورة الأحزاب، آية:37