بيعة العقبة الأولى

أراد الله -تعالى- قيام الدعوة ونشر دين الإسلام على يد أهل المدينة لا أهل مكة الذين حاربوها وخذلوا الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وقد استسلم أهل المدينة لشروطٍ لم يقبل بها غيرهم، ففي موسم الحجّ من العام الثاني عشر من البعثة التقى النبيّ -عليه السلام- بوفدٍ من أهل المدينة واتّفق معهم على عدّة أمورٍ بعد أن جلس معهم وبدأت المفاوضات التي عُرفت لاحقاً باسم بيعة العقبة؛ وسميّت بذلك لأنّها وقعت في مكانٍ يسمّى العقبة.[١]



كم عدد بنود بيعة العقبة الأولى؟

نصّت بيعة العقبة الأولى على ستّة بنودٍ رئيسة ثبتت فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ، وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِن أصْحَابِهِ: بَايِعُونِي علَى أنْ لا تُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، ولَا تَسْرِقُوا، ولَا تَزْنُوا، ولَا تَقْتُلُوا أوْلَادَكُمْ، ولَا تَأْتُوا ببُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بيْنَ أيْدِيكُمْ وأَرْجُلِكُمْ، ولَا تَعْصُوا في مَعروفٍ، فمَن وفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللَّهِ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَعُوقِبَ في الدُّنْيَا فَهو كَفَّارَةٌ له، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهو إلى اللَّهِ، إنْ شَاءَ عَفَا عنْه وإنْ شَاءَ عَاقَبَهُ فَبَايَعْنَاهُ علَى ذلكَ)،[٢] وتلك البنود هي:[٣]

  • عبادة الله وحده وعدم الشرك به شيئاً.
  • عدم السرقة.
  • عدم الزنا.
  • عدم قتل الأولاد لأي سببٍ أو وأدهم كما كانت تفعل العرب.
  • الصدق وعدم الكذب.
  • عدم معصية الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وطاعته والتزام أوامره، إذ إنّه -عليه الصلاة والسلام- يبلّغ عن ربّه إمّا بالقرآن أو السنة النبوية، وتجدر الإشارة إلى أنّه -عليه السلام- لا يصدر عنه إلّا المعروف والخير والبرّ، ولذلك فالطاعة لا تكون إلّا بالمعروف وهو الصادر عن الله -عزّ وجلّ- وعن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.



دروسٌ وعبرٌ من بيعة العقبة الأولى

دلّت بيعة العقبة الأولى على العديد من الدروس والعِبر والحِكم التي يُذكر منها:[٤]

  • دلّت بيعة العقبة أنّ الصبر طريق النصر والتمكين، فقد استمرّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الدعوة مدّةً طويلةً تحمّل خلالها أشدّ أنواع الأذى، لتكون الهجرة إلى المدينة المنورة بعد ذلك بدايةً لنشأة الدولة الإسلامية بقيادة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد مُهّد لنشأة الدولة بعقد بيعة العقبة مع أهل المدينة المنورة قبل الهجرة.
  • أهمية اختيار الداعية والسفير الناجح، فقد أرسل الرسول -عليه الصلاة والسلام- مصعب بن عُمير مع أهل المدينة الذين بايعوه ليعلّمهم أحكام الدَِين ومسائله، وما اختاره إلّا لِما امتاز به من الأخلاق الحسنة والفضائل العظيمة، وشدّة حرصه على الدِّين والتزامه به، إضافةً إلى أنّه كان يحفظ ما نزل من القرآن الكريم، وقد استطاع نشر الدِّين في المدينة خلال مدةٍ قصيرةٍ، وأسلم على يديه عددٌ من الزعماء؛ كسعد بن معاذ، وأُسيد بن حضير.

المراجع

  1. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 1-6. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:18، صحيح.
  3. أ.د. راغب السرجاني (2010/4/21)، "بيعة العقبة الأولى"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. بتصرّف.
  4. "بيعة العقبة الأولى"، إسلام ويب، 14/11/2009، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. بتصرّف.