ما هي غزوة حنين؟

تناقلت القبائل العربية ومنها قبيلتي هوازن وثقيف خبر انتصار المسلمين وفتحهم مكة المكرمة، فما كان من زعماء تلك القبيلتَين إلّا إعداد العُدة لقتال المُسلمين،[١] بقيادة مالك بن عوف الذي نزل بهم في وادي أوطاس بالقرب من وادي حُنين،[٢] في العام الذي فُتحت فيه مكة؛ أي العام الثامن للهجرة.[٣]


كم عدد الكفار في غزوة حنين؟

قُدّر عدد المشركين في غزوة حُنين بعشرين ألف مقاتلٍ أو أكثر، مع الإشارة إلى أنّه لم يصحّ أي حديثٍ يدلّ ويُثبت عددهم، إلّا أنّ الثابت والصحيح أنّهم كانوا جموعاً كثيرةً قد استعدّت لقتال المسلمين من قبيلة هوازن المعروفة بعددها وعُدّتها وقبيلة غطفان وغيرهما، كما استغرق استعدادهم للقتال عاماً كاملاً.[٤]


كم عدد المسلمين في غزوة حنين؟

خرج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لقتال المشركين في غزوة حُنين بعشرة آلاف مقاتلٍ وأكثر، وقد وردت عدّة رواياتٍ تذكر العدد الزائد عن العشرة آلافٍ؛ فورد أنّه ألفَين أو أربعة آلافٍ.[٤]


أهم أحداث غزوة حنين

وقعت العديد من الأحداث المهمة في غزوةُ حُنين بيان البعض منها آتياً:[٥]

  • أمر قائد المشركين مالك بن عوف المقاتلين في صفوفه بالسير إلى القتال مع المواشي والنساء والأطفال والأموال، وجعلهم في صفوفٍ خلف صفوف المقاتلين؛ تحفيزاً للدفاع عنهم والقتال بقوةٍ أكبر.
  • خرج المسلمون لقتال المشركين وكانوا قد طَمِعوا بالنصر إعجاباً بعددهم وكثرتهم وفخراً بقوتهم.
  • تقدّم المسلمون إلى وادي حُنين ولم يعلموا بوجود المشركين ومباغتتهم بالقتال والسهام التي قضت على أولى صفوف المسلمين، وذلك كان سبباً في فِرار عددٍ منهم من أرض المعركة وثبات البعض منهم مع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن الذين ثبتوا: العباس بن عبدالمطّلب، وأبو بكر الصدّيق، وعمر بن الخطّاب، وأسامة بن زيد.
  • أمر النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- العباس بن عبدالمطّلب بالمُناداة على المسلمين للثبات والقتال، فعادوا إلى أرض المعركة وثبتوا.
  • ثبت المسلمون في أرض المعركة مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقاتلوا المشركين بشدةٍ حتى هزموهم بإذن الله، وطاردوا المشركين إلى أن حاصروهم في الطائف.
  • استمرّ حصار الرسول -عليه الصلاة والسلام- للطائف مدّة خمسة عشر يوماً بحسب الروايات الصحيحة، ثمّ ما لبث إلّا أن تركها لأسوارها الحصينة، إذ إنّه رأى بحكمته أنّه من غير المُستحسن بذل المزيد من عُدّة وعتاد المسلمين، وما لبث أهل الطائف إلّا أن أعلنوا إسلامهم وبيعتهم للرسول -عليه الصلاة والسلام-.
  • عاد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة منتصراً مطمئناً بعد أن تمّ القضاء على آخر مقاومةٍ للمدينة المنورة ودين الإسلام، قال -تعالى-: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ*ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ)،[٦] كما استقبل الرسول -عليه السلام- الوفود والقبائل التي أعلنت دخولها في الإسلام.

المراجع

  1. إبراهيم بن إبراهيم قريبي، مرويات غزوة حنين وحصار الطائف، صفحة 87. بتصرّف.
  2. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 353. بتصرّف.
  3. أحمد معمور العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 87-89. بتصرّف.
  4. ^ أ ب إبراهيم بن إبراهيم قريبي، مرويات غزوة حنين وحصار الطائف، صفحة 116-122. بتصرّف.
  5. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 354-360. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية:25-26