جاءت في الشريعة الإسلامية أحكام تتناسب مع بعض الأعراف في الجاهلية لكنها مهذبة ومقيدة لها، ومن تلك الأحكام التي كانت في العصور السابقة إباحة ملك اليمين، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد ملك اليمين، ويشير مصطلح ملك اليمين إلى الرقيق الذين يملكهم الرجل من السبي بعد الحرب وغيره، ويجوز للرجل أن يعامل المرأة التي يملكها كزوجته بشرط ألا يشاركه أحد بها، وقديمًا كان من نتائج الحروب السبي للمنتصر دون إعطاء أي شيء لهنَ من الحقوق أو حسن المعاملة، وهذا ما تعارض مع الشريعة الإسلامية التي كرمت المرأة وحفظت حقوقها، فلو كانت المرأة ملك يمين للرجل يجب عليه التكفل بحقوقها ويحرم عليه ظلمها أو الإساءة لها، بل عليه التكفل بنفقتها ولا يجوز تحميلها ما لا تطيقه أو تتحمله، وخير معلم لنا وقدوة هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي قد ملك اليمين ولم يظلم أيًّا منهنَّ، بل إنه أكرمهنّ جميعًا.


عدد ملك اليمين للرسول

ملك الرسول صلى الله عليه وسلم أربع إماء؛ وهنَّ مارية، وريحانة، وجارية وهبته إياها زينب بنت جحش، وجارية أخرى من إحدى المعارك، وقد أعتق النبي صلى الله عليه وسلم صفية أم المؤمنين وتزوجها، وتجدر الإشارة إلى أن ملك النبي صلى الله عليه وسلم لأربع إماء بملك اليمين لا يجعلهن من أمهات المؤمنين.[١]


وردت مشروعية ملك اليمين في الكتاب والسنة، وذلك في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْك"،[٢] وكان هذا التحليل ضمن ضوابط وشروط الشريعة الإسلامية التي تحرم الإساءة للغير، والتي فرضت على الرجل حفظ حقوق من ملكهم، ووجوب النفقة عليهم، وقد حرمت الشريعة جميع أنواع الرق إلا ما ينتج عن السبي من الحروب ضمن الشروط والضوابط المحددة، كما أنها شجعت على عتق الرقاب، وبينت عِظم الأجر المترتب عليه، وجعلت عتق الرقبة كفارة للعديد من الذنوب، لدرجة عدم وجود أي رقيق في عصرنا هذا، وسنذكر فيما يأتي أبرز ما ورد عن أمتين من الإماء الأربعة.[١]


ماريا القبطية

وقد أهداها المقوقس والي مصر للنبي صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية مع أختها وقد كانت نصرانية وأسلمت بعد ذلك، وحين وصلت المدينة عرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام هي وأختها فوافقتا ودخلتا الإسلام، وقد اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم ملك يمين، وأنجبت له ابنه إبراهيم ليكون واحدًا من أولاد الرسول، إلا أنه قد توفي صغيرًا، وقد ورد عنها أنها كانت حسنة الدين، وعاشت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفيت في عهد عمر بن الخطاب ودُفِنت في البقيع.[٣]


ريحانة بنت زيد

وهي ريحانة بنت زيد من بني قريظة، وقد سبيت في غزوة بني قريظة، واتخذها النبي صلى الله عليه وسلم ملك يمين، وقد رجح بعض أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ملكها بملك اليمين ثم أعتقها وتزوجها، وقد طلقها طلاقًا رجعيًّا وراجعها، وذهب قول آخر لأهل العلم أنها أمةٌ له وليست من زوجات الرسول، فقد عرفت أنها من سراريه ومن ما ملكت يمينه، ولم يعتقها النبي صلى الله عليه وسلم.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "توضيحات حول ملك اليمين وتعدد أزواج سيد المرسلين"، اسلام ويب. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:50
  3. "هل "مارية القبطية" من أمهات المؤمنين؟"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
  4. "هل ريحانة بنت زيد من أمهات المؤمنين؟ وهل هي من أهل الجنة؟"، إسلام ويب . بتصرّف.