بيعة العقبة الثانية

تمّت بيعة العقبة الأولى بين الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وعددٍ من الأوس والخزرج من أهل المدينة في السنة الثانية عشرة من البعثة، وابتعاث مصعب بن عُمير لدعوة أهل المدينة بالدخول في الإسلام، وتعليمهم أمور دينهم، وتلاوة القرآن الكريم، فزاد عدد المسلمين من أهل المدينة وانتشر الإسلام هناك، وزادت محبّتهم لرسول الله وللإسلام، فرغبوا في تعلّم المزيد من أمور دينهم، وتجديد المبايعة لرسول، والوفاء بالوعد الذي قطعوه معه، فتمّت بيعة العقبة الثانية التي كانت تمهيداً للهجرة إلى المدينة وبذلك تغيّر مسار الدعوة.[١][٢]


مكان وزمان بيعة العقبة الثانية

زمان البيعة

حدثت بيعة العقبة الثانية في السنة الثالثة عشر من البعثة النبوية،[٣] بين الرسول -عليه الصلاة والسلام- ووفدٍ كبيرٍ من أهل يثرب جمع بين مسلمي الأنصار وبعض المشركين وتمّت المبايعة في آخر يومٍ من أيام الحجّ بعد مضي ثُلث الليل.[٤]


مكان البيعة

تمّت بيعة العقبة في منطقةٍ تسمّى العقبة بين مكّة المكرّمة ومِنى، بعيداً عن خيمات الحجّاج ومكان حركتهم، وقد سُميّت ببيعة العقبة نسبةً إلى المكان الذي تمّت فيه.[٥]


أطراف بيعة العقبة الثانية

تمّت بيعة العقبة الثانية بين طرفَين هما:

  • أهل مكّة: وكانوا أربعة هم:[٦]
  • الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
  • العباس بن عبد المطّلب عمّ الرسول، وقد اختار الرسول مشاركته؛ لمكانته وفصاحته وحضوره الاجتماعات.
  • أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه-، وكانت مهمّته مراقبة المكان وتأمين المداخل.
  • علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد شارك أبا بكرٍ في تأمين وحماية البيعة.
  • أهل المدينة: ثلاث وسبعون رجلاً وامرأتان،[٧] وقد اختار الرسول -عليه الصلاة والسلام- اثنا عشر نقيباً منهم يتحمّلون مسؤولية تنفيذ بنود البيعة، وهم:[٨]
  • نقباء الخزرج: أسعد بن زُرارة بن عدس، وسعد بن الربيع بن عمرو، وعبدالله بن رواحة بن ثعلبة، ورافع بن مالك بن العجلان، ولبراء بن معرور بن صخر، وعبدالله بن عمرو بن حرام، وعبادة بن الصامت بن قيس، وسعد بن عبادة بن دليم، والمنذر بن عمرو بن خنيس.
  • نقباء الأوس: أُسيد بن حضير بن سمّاك، وسعد بن خيثمة بن الحارث، ورفاعة بن عبد المنذر بن زبير.


بنود بيعة العقبة الثانية

ثبتت بنود بيعة العقبة الثانية فيما ورد عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (تُبايِعوني على السمعِ و الطاعةِ، في النشاطِ والكسَلِ، والنفقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ، وأن تقولوا في اللهِ، لا تخافونَ في اللهِ لومةَ لائمٍ، وعلى أن تَنصُروني، فتمنَعوني إذا قدِمتُ عليكم، مما تمنَعون منه أنفُسَكم وأزواجَكم وأبناءَكم و لكم الجنَّةُ)،[٩][١٠] والبنود أو الشروط التي اشترطها النبي -صلّى الله عليه وسلّم في البيعة هي:[١١]

  • طاعة الرسول -عليه السلام- في كلّ الأحوال والأوقات.
  • الإنفاق في سبيل الله.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • النطق بالحقّ دون خوفٍ.
  • نُصرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وحمايته ومنعته.


أبرز نتائج بيعة العقبة الثانية

ترتّبت العديد من النتائج على بيعة العقبة الثانية، من أهمّها أنّها كانت العمود الأساس والمقدمة الأولى لهجرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة،[١٢] ويُذكر من تلك النتائج:[١٣][١٤]

  • الإذن بالهجرة إلى المدينة النورة، وتوالي هجرة مسلمي مكة إلى المدينة المنورة، ووحدة صفّهم مع الأنصار.
  • بداية العهد الجديد للدعوة الإسلامية وتحقيق القوة للمسلمين.
  • التمهيد لنشوء الدولة الإسلامية.


المراجع

  1. أبي الحسن الندوي، السيرة النبوية، صفحة 226. بتصرّف.
  2. راغب السرجاني ، السيرة النبوية، صفحة 5-6. بتصرّف.
  3. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 133.
  4. أبي الحسن الندوي، السيرة النبوية، صفحة 232. بتصرّف.
  5. راغب السرجاني ، السيرة النبوية، صفحة 5. بتصرّف.
  6. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 5. بتصرّف.
  7. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 133. بتصرّف.
  8. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 137.
  9. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:63، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  10. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 159.
  11. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 134. بتصرّف.
  12. رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 125. بتصرّف.
  13. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 9. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 208. بتصرّف.