الصفات النبوية

الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- هم أفضل الخلق وأعلاهم منزلة عند الله -تعالى-، فلا بد أن تكون صفاتهم هي أفضل الصفات وأحسنها، ومن تلك الصفات؛ جمالُ الشكل والصورة، فقد خلقهم الله -تعالى- جميعاً بأجمل شكل وأحسن صورة، وفضل بعضهم على بعض،[١] فكان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو أفضل الأنبياء والمرسلين، خَلْقاً وخُلُقاً،[٢] وجاءت صفاته الجسدية على أفضل ما خلق الله -تعالى-، فكان مثالاً للكمال البشري في كل صفاته وأحواله،[٣] وقد وصف الصحابة -رضي الله عنهم- جمال النبي -صلى الله عليه وسلم- الفائق بوصف دقيق، وسُمّيت تلك الأحاديث التي تُبين صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخَلْقية والخُلُقية بالشمائل النبوية، وفيها أوصافه كلها، من جمال جسده، ووجهه، وعينيه، وشعره، وجلده، وغير ذلك من تفاصيل كثيرة، إلى حُسن أخلاقه وآدابه وأحواله.[٤]


بَشَرَةُ رسول الله

ومن الأوصاف التي ذكرت في شمائل النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وصف بَشرته وجِلده:

  • فقد كان جلده ناعم الملمس، طرياً نديّاً ليناً، وكان أبيض اللون ممزوجاً بحُمرة خفيفة، وكان ذا رائحة طيبة، جاء في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- وقد خدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مُلازماً له عشر سنين: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَأنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، إذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَلَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً، وَلَا حَرِيرَةً أَلْيَنَ مِن كَفِّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِن رَائِحَةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)،[٥][٦]
  • فبشرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت أكثر نعومة من الحرير والديباج، وكانت أصابع يديه وقدميه غليظة وطويلة بشكل جميل ومناسب، وهذا من صفات الكمال البشري، التي جمعها الله -تعالى- لرسوله، فجمع له بين نعومة الجلد وليونته، وبين غلظ العظم وقوته،[٧] ولم يكن لون جلده شديد البياض كالجصّ، ولا كان شديد السُّمرة، بل كان وسطاً بين ذلك مناسباً، فكان أبيضاً مُشْرَباً بالحُمرة، كأن النور يخرج من وجهه الجميل، وكانت بشرته صافية نقية مضيئة كالقمر، جاء في الحديث: (سُئِلَ البَرَاءُ: أكانَ وجْهُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لا، بَلْ مِثْلَ القَمَرِ).[٨][٩]


بعض صفات الرسول

وردت في صفات الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة، بيَّنت شدة جماله، وروعة مظهره، الذي لم يُرَ مثله، منها:[١٠]

  • عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رَجُلًا مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الجُمَّةِ إلى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، عليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، ما رَأَيْتُ شيئًا قَطُّ أَحْسَنَ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ)،[١١] ومعنى الجُمَّة في الحديث؛ هو شعر الرأس النازل على الكتفين.
  • عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (لم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالطويلِ ولا بالقصيرِ، شَثْنَ الكفيْن والقدميْن، ضخمَ الرأسِ ضخم الكراديسِ طويلَ المسْرُبةَ إذا مشى تكفَّأَ تكفيًا كأنما ينحطُّ من صببٍ، لم أر قبله ولا بعده مثلَه صلى الله عليه وسلم)،[١٢] ومعنى شثن الكفيْن والقدميْن هو غلظ أصابعهما من غير قِصر، ومعنى الكراديس؛ رؤوس العظام كالمنكبين والركبتين، ومعنى المسربة؛ شعر الصدر، ومعنى تكفأ؛ أي مال بجسده إلى الأمام وهو يمشي، والصبب هو المكان المرتفع.
  • وعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أيضاً قال: (ما رَأَيْتُ مِن ذِي لِمَّةٍ أَحْسَنَ في حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، شَعْرُهُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، ليسَ بالطَّوِيلِ وَلَا بالقَصِيرِ)،[١٣] والحُلَّة ثوبان فوق بعضهما البعض، وهما إزار ورداء.


المراجع

  1. القاضي عياض، الشفا بتعريف حقوق المصطفى، صفحة 290. بتصرّف.
  2. سعيد القحطاني، رحمة للعالمين، صفحة 142. بتصرّف.
  3. أحمد زواوي، شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 119. بتصرّف.
  4. محمد اليعقوبي، شمائل الحبيب المصطفى، صفحة 8. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2330، حديث صحيح.
  6. الترمذي، الشمائل المحمدية، صفحة 285. بتصرّف.
  7. أحمد زواوي، شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 194. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:3552، حديث صحيح.
  9. الملا علي القاري، جمع الوسائل في شرح الشمائل، صفحة 11-12. بتصرّف.
  10. محمد اليعقوبي، شمائل الحبيب المصطفى، صفحة 31. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2337، حديث صحيح.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3637، حديث حسن صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2337، حديث صحيح.